كورونا يهدد إقامة صلاة الجمعة.. ووزير الأوقاف يوضح الحكم الشرعي ويحسم الجدل

بعد انتشار فيروس كورونا في العديد من الدول العربية والإسلامية أصبحت تجمعات المسلمين داخل المساجد لأداء العبادات على المحك ، خاصة بعد قرار المملكة العربية السعودية بتعليق تأشيرات العمرة ، وأعقبها قرار وقف الطواف حول الكعبة ومنع دخول المصلين الى المسجد الحرام الا وقت الصلاة والمغادرة فورا عقب انتهائها ، وقد علقت دول أخرى الصلاة في المساجد وقامت بإلغاء صلاة الجمعة وتطور الأمر الآن الى غلق المساجد في الصلوات الخمسة بعد تفشي المرض بها وحصد الكثير من الارواح .
وطالبت بعض الأصوات داخل مصر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بتعليق صلاة الجمعة خلال الفترة المقبلة بعد إصابة 12 شخص بالفيروس بمحافظة الأقصر ، الأمر الذي دعا وزير الأوقاف للتصريح بأن الغاء صلاة الجمعة بسبب فيروس كورونا جائز شرعا ، حفاظًا على الأرواح بشرط أن تكون الجهة الصحية المختصة هي التي تطلب ذلك وتعممه على جميع أماكن التجمع المماثل وليس على خطبة الجمعة وحدها ، فهذا حكم مطلق يقع في دائرة الجواز .
وحول الوضع في مصر هل يحتاج الى تعليق صلاة الجمعة بالمساجد ،قال: لا وبكل تأكيد ، لأن بلدنا بفضل الله ليس فيها ما يستدعي ذلك على الإطلاق ، مع تأكيدنا على أن الرأي الديني يتبع الرأي العلمي المتخصص في ذلك ويبنى عليه ، ولا يسبقه .
وأكد وزير الأوقاف أننا ندرك أن بلدنا بخير ونسأل الله (عز وجل) أن يحفظنا من كل بلاء ووباء ، أننا لم ولن ننساق خلف أي دعوات تنظيمية مغرضة ومشبوهة وغير مدركة للواقع للدعوة إلى صلاة الحاجة ، فمع إيماننا باستحباب اللجوء إلى الله (عز وجل) بالدعاء أو التسبيح أو الصلاة عند تفشي الأوبئة والكوارث فإننا وجهنا تحذيرًا شديد اللهجة من الانسياق خلف أي دعوات لذلك على مواقع التواصل.
هل ظهور كورونا في دول دون أخرى متعلق بالإيمان والكفر
وحول مسألة ان انتشار فيروس كورونا مرتبط بانتقام الله عز وجل من فئة بعينها بغت على فئة أخرى ، أوضح جمعة: أن مسألة انتشار فيروس كورونا في دول دون الأخرى لا علاقة له إطلاقا بالإيمان والكفر أو انتقاما من فئة بغت على فئة أخرى ، و الدليل على ذلك هو تعرض كثير من الدول الإسلامية للزلازل والبراكين أكثر من دول أخرى لا تعتنق الدين الإسلامي، فالأمر كله لله عز وجل.
كما أن الأمر إذا كان مرتبطا بالإيمان والكفر كما يروج البعض، فلن يظهر هذا الفيروس في الدول الإسلامية نهائيا، لافتا إلى أن هذا الأمر مجرد إنذار من الله تعالى لجميع البشر وليس فئة بعينها دون الأخرى.
وواصل: والدليل من القرآن، يقول الله تعالى: «وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا»، وهذا يؤكد أنه مهما أخذنا من احتياطات وأسباب العلم والإجراءات الاحترازية فقدرة الله فوق كل شيء، فعلينا أن نتضرع لى الله بالدعاء وأن يرفع البلاء عن البشرية جمعاء مع الأخذ بكل أسباب العلم في نفس الوقت.
وقال الوزير أنه شتان بين العالم المتخصص وبين أدعياء العلم الذين يقحمون أنفسهم على عالم الفتوى عبر صفحات "اللايك والشير" دون أن يتمكنوا من أدنى درجات سلّم العلم ، فضلا عن التأهل للفتوي أو فهم قواعد اللغة أو أساسيات العلوم المؤهلة للحديث في الشأن العام . ويفرق المناطقة بين الجواز والوقوع العقلي ، فيقولون كل واقع جائز ولا عكس ، أي وليس كل جائز واقعًا.
وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية: لو قلنا هل يجوز لكل الحاصلين على 99% الالتحاق بكلية الطب وفق معطيات التنسيق الذي يسمح بذلك في عام ما فإن الإجابة تكون نعم يجوز ، وهذا هو السؤال عن الجواز ، وإن سألت السؤال الثاني هل التحق كل الطلاب الحاصلين على هذا المجموع بهذه الكلية في هذا العام ، فإن الإجابة تختلف لأن بعضهم قد يؤثر الصيدلة أو العلوم أو الزراعة أو أي كلية أخرى.
اقرأ المزيد :
- عالم أزهري: لا يجوز إلغاء صلاة الجمعة بسبب كورونا.. تعرف على الأسباب