استقبل الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الاثنين، بمقر مشيخة الأزهر، لمناقشة سبل التعاون المشترك بين الأزهر ووزارة الأوقاف، وفى بداية اللقاء نقل وكيل الأزهر تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لوزير الأوقاف. وأوضح الشيخ صالح عباس، أن الأزهر يقدم كل سبل التعاون مع مؤسسات الدولة من أجل تحقيق تطلعات المصريين لغد مشرق، منوهً بأن الإمام الأكبر يولى اهتمامًا كبيرًا لنشر صورة الإسلام الصحيحة فى كل دول العالم. وبين أن شيخ الأزهر غادر اليوم إلى دولة أوزباكستان للمشاركة فى مؤتمر دولى حرصًا على تعريف الأمة بجهود وتراث أئمتها الذين قدموا خدمات جليلة للإسلام، مشيرًا إلى أهمية تدريب الأئمة والوعاظ داخليًا وخارجيًا لإعداد مفتيين ووعاظ قادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة والفتاوى المتشددة والشاذة. من جانبه، أشاد وزير الأوقاف بدور الأزهر الشريف الدعوى والتوعوى والاجتماعى، مبينًا أن العالم يعول على الأزهر كثيرًا لوسطتيه ونشره التسامح، مشيدًا بالدور الذى يقوم به الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، داخليًا وخارجيًا، موضحًا أن جولات قامت بتغيير الصورة النمطية عن الإسلام بشكل كبير. وكان قد توجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم، إلى مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، للمشاركة فى المؤتمر العلمى «الإمام أبو منصور الماتريدى والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» والذى يعقد على مدار ثلاثة أيام من 3 إلى 5 مارس 2020. يناقش المؤتمر تحليل سيرة أبى منصور الماتريدى ومؤلفاته، والآراء والأفكار المرتبطة بتاريخ تطور علم الكلام فى عهده، وبحث تطور التعاليم الماتريدية بعد وفاته وسيرة أتباعه وتراثهم العلمى، وأهمية تراث الإمام الماتريدى وأتباعه فى حل القضايا الملحة فى العصر الحالى. وولد الإمام أبو منصور الماتريدى بمدينة سمرقند، الواقعة حاليا فى أوزبكستان، وهو أحد أعلام الفكر الإسلامى الكبار، الذين بذلوا جهدا كبيرا فى الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والرد على شبهات الملحدين والماديين، جامعًا فى ذلك ما بين الأدلة النقلية والعقلية، وهو يحمل ألقابًا مثل «إمام الهدى» و«إمام المتكلمين فى عصره». وتشارك فى المؤتمر وفود ممثلون لكثير من المؤسسات الإسلامية والجامعات العلمية وعلماء أوزبكستان مسقط رأس ذلك العالم الجليل، انطلاقًا من الحرص على تعريف الأمة بجهود وتراث هؤلاء الأئمة الكبار، لما يمثله ذلك من توضيح عملى لحقيقة تعاليم الإسلام السمحة. تعد هذه هى المرة الثانية التى يزور فيها الإمام الأكبر دولة أوزبكستان، بعد الزيارة الأولى فى أكتوبر 2018 والتى عقد خلالها سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين السياسيين والدينيين فى أوزبكستان، وعلى رأسهم الرئيس شوكت ميرضيايف، ورئيس الوزراء عبدالله عارفوف، ونعمة الله يولداشيف رئيس مجلس الشيوخ.