في الساعة الواحدة ظهرا من اليوم الأثنين، وقف "أحمد عاكف" طالب بجامعة قناة السويس في محطة الإسماعيلية للحاق بالقطار ليوصله إلى مدينته بالشرقية، حين حبست أنفاسه فور رؤيته فتاة صغير تعبر هي ووالدها شريط قطار السكة الحديد وهما مسرعان للامساك بقطار السويس قبل أن يضيع عليهم وينتظران وقتًا طويلًا لركوب قطار آخر، وذلك لعدم توقف القطارات المتجهة إلى مدينة القناة إلا لبضع دقائق. شاهد "عاكف" لحظات نزول الطفلة الصغيرة أسفل قطار البضائع الذي كان يرابط محطة سكة الحديد، للعبور من اسفله نحو الرصيف الاخر ليتحرك القطار بشكل مفاجئ حين لا تزال الطفلة تعبر من خلاله، ليعبر الأب هو الآخر أسفل القطار وهو يتحرك ببطء ويقفز نحو ابنته محتضنًا إياها، ليحميها من عجلات القطار ويفرم مكانها في تضحية، صرخ لها ركاب القطار المنتظرين على رصيف المحطة، وفقًا لرؤية احمد عاكف مصور فيديو حادث القطار ل "صدى البلد". "اثبت مكانك" هي الكلمة التي أطلقها ركاب المحطة المذعورين ، للأب وهو يحتضن ابنته بعد أن حشر بين رصيف المحطة وعجلات القطار، لتنقذه العناية الالهية من السحق أسفل قضبان محطة القطار. وبعد ثوان من مرور القطار، هرع الركاب للاطمئنان على الأب وطفلته اللذان كانا في حالة من الذهول والرعب ، ليكون "احمد" اول المطمئنين على الأب الذي ظل صامتاً حتى غادر المحطة دون أن يلفظ بشيء سوى أنه من السويس وكان يريد اللحاق بالقطار قبل مغادرته المحطة . حمل الركب الاب وابنته إلى رصيف المحطة بعد أن شهدا الموت بأم أعينهما، بسبب تسرعهما في العبور من خلال شريط السكة الحديد، دون استخدام كوبري المحطة للانتقال إلى الرصيف الآخر. الرعب والصدمة هو الوصف الذي أطلقه "احمد"، خلال رؤيته و تصوير الحادث المفجع الذي يشهده للمرة الاولى في حياته " كان احساس مخيف ومرعب وانا بشوف الأب وهو بيحضن بنته عشان ينقذها من علاجات القطر قبل ما تموت تحتيه بس الحمدلله ربنا نجاهم.. ونقول في الآخر أنهم كانوا غلطانين عشان عدوا من على شريط القطار عشان يلحقوا قبل ما يمشي من المحطة"، وذلك وفقًا لتعبيره لموقع "صدى البلد".