شهدت الساعات القليلة الماضية، التي أعقبت التغيير الوزاري الجديد، الصادر أمس الأحد، حالة من الانطفاء والحزن، خيمت على جميع العاملين في وزارة الطيران المدني بكافة قطاعاته وشركاته التابعة، على الرحيل غير المتوقع للوزير السابق الفريق يونس المصري. لم تكن حالة الحزن والدموع التي ذرفها العاملون البسطاء، على رحيل "المصري"، مجرد مشاعر لحظية زائفة، ولكن الإرث الذي خلفه الوزير الراحل للعاملين من بعده كان كفيلًا أن يترجم ما كان عليه والسياسة التي انتهاجها داخل هذا القطاع الحيوي المترامية أطرافه طوال السنوات الماضية، من جمع شملهم جميعًا تحت هدف واحد هو الارتقاء بهذا القطاع بسواعد جميعهم وليس لقطاع أو شركة فضل عن الأخرى. منذ اليوم الأول ل"يونس المصري"، جعل في أولويته العنصر البشري من خلال تعظيم روح الانتماء وتحقيق مبدأ المساواة بإزالة الفوارق في المعاملات المالية في الفئات الوظيفية المتشابهة، فضلًا عن اهتمامه برفع كفاءته وتدريبه وتأهيله كما حرص على دعمهم في كافة الجوانب الاجتماعية والترفيهية والانسانية، غير أنه لم يكن ينقضي أسبوع خلال فترته إلا واجتمع بالعاملين في هذه الشركة أو ذاك المطار ليستمع إلى ما لديهم من عوائق ومشكلات، محاولًا قدر استطاعته تذليلها. كل تلك الأمور كفيلة بجعل من يأتي بعده أمام تحدٍ صعب للحفاظ على هذه الروح التي خلفها بين العاملين، ويطمئن خوفهم من القادم عما ستكون عليه الأيام والسياسات القادمة، ولكن سرعان ما التقط "ابن مصر للطيران" الطيار محمد منار عنبة، وزير الطيران المدني الجديد، طرف الخيط ليعلن في أول رسالة له موجه للعاملين استكمال مسيرة التنمية والتطوير والتحديث التي بدأها "المصري"، مؤكدًا أنه لن يتواني عن تحقيق كل ما يصب فى مصلحة العمل والعاملين ويحقق لهم الاستقرار. بدأ الطيار محمد منار عنبة، رسالته، بتقديم الشكر إلى الفريق يونس المصرى، على ما قدمه من جهد كبير أثناء توليه حقيبة الطيران المدنى خلال الفترة الماضية، وأعرب عن تقديره لما تم تحقيقه في الفترة الماضية التى تعكس مدى الإخلاص والحرص على الارتقاء بهذا المرفق الحيوي الهام من قبل العاملين. وقال وزير الطيران الجديد، "إن هدفي الأول هو النهوض بقطاع الطيران المدني واستمرار تقدمه، فأنا ابن من أبناء هذا القطاع، وسأظل دائمًا فى خدمته من أى موقع أتواجد فيه أو أكلف بالعمل به، هكذا تعلمنا من الأجيال السابقة التى قدمت الكثير والكثير من أجل الارتقاء بهذا القطاع". وتابع "أدعو الله عز وجل أن أكون عند حسن ظن جموع العاملين بالوزارة وشركاتها التابعة وأن أكون على قدر الثقة الكبيرة التى منحتها لى القيادة السياسية ، وأدعوكم أن نعمل سويًا بكل تفانٍ وإخلاص لنستطيع أن نمضى قدمًا فى ما نتمناه ونود تحقيقه من تقدم وبناء". واستكمل: "أؤكد لكم إننى لن أتواني لحظة واحدة عن تحقيق كل ما يصب فى مصلحة العمل والعاملين ويحقق لهم الاستقرار المنشود وأن وزارة الطيران المدنى لن تدخر جهدًا لمواصلة خطط التطوير والتحديث فى مختلف المجالات وتحقيق أعلى معدلات النمو والإنتاج، والسعى نحو توفير بيئة عمل إيجابية تعمل على تحقيق رؤيتنا المستقبلية للنهوض بهذا القطاع ليحظى بمكانة متقدمة على المستوى الإقليمى والدولى . وأضاف وزير الطيران: "أؤكد لأبناء القطاع أن مستشفى مصر للطيران ستظل ملكًا لجميع العاملين وستستمر فى تقديم كافة خدماتها العلاجية لجميع أبناء منظومة الطيران المدني مع استمرار العمل على تطويرها وتحديثها للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للعاملين وأسرهم، كما أؤكد لكم أنه لن يتم المساس بأى مكتسبات للعاملين أو بأى حق من حقوقهم" . رسالة "عنبه"، كانت بمثابة سحب ل بساط القلق والخوف من تحت أقدام العاملين الذي سيطر عليهم منذ لحظة إعلان التغيير الوزاري، وإجابة مؤقتة عن التساؤلات التي كانت تجول بخاطرهم حيال ما هو قادم، حيث حرص وزير الطيران المدني الجديد، أول يوم عمل له داخل ديوان الوزارة على لقاء قيادات الوزارة ورؤساء الشركات التابعة، للوقوف علي آخر تطورات الأوضاع داخل الشركات والمشروعات الجاري العمل بها، وكذلك معرفة الخطط المستقبلية لكل قطاع بالوزارة والشركات سواء كان بالمطارات أو بشركات مصر للطيران. أكد "منار"، أن الهدف الأول هو النهوض بقطاع الطيران المدني، واستمرار تقدمه وفقا للاستراتيجيات الموضوعة ومواصلة خطط التطوير والتحديث فى مختلف المجالات وتحقيق أعلى معدلات النمو والإنتاج، والسعي نحو توفير بيئة عمل إيجابية تعمل على تحقيق الرؤية المستقبلية للنهوض بهذا القطاع ليحظى بمكانة متقدمة على المستوى الإقليمي والدولي.