سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فتاوى تشغل الأذهان.. حكم بناء المساجد وتدريب طلبة العلم من أموال الزكاة وموقف الشرع من راتب الوظيفة لطالب غش في الثانوية وأكمل تعليمه.. وقراءة سورة يس على الموتى
* حكم بناء المساجد من أموال الزكاة * حكم صرف الزكاة في تدريب طلبة العلم * حكم قراءة سورة يس على الموتى * حكم قراءة الحائض للقرآن من الهاتف والمصحف * حكم راتب الوظيفة لطالب غشّ في الثانوية وأكمل تعليمه تلقت دار الإفتاء ولجان الفتوى في المؤسسات الدينية، العديد من الفتاوى التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها، وكانت الردود على منصات التواصل الاجتماعي عبر الصفحات والقنوات الرسمية حتى تعم الفائدة، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز هذه الفتاوى. ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، من سائل يقول هل يجوز بناء مسجد من أموال الزكاة؟ وما مصارف الزكاة؟ أجاب "جمعة" في فتوى له، أن جمهور الفقهاء يرى عدم جواز الصرف من مال الزكاة لإقامة المساجد أو عمارتها؛ وذلك لأنَّ المساجدَ ليست من الأصناف المندرجة في الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [ التوبة: 60]، ويرون أنَّ الله تعالى قد وصف الزكاة وسماها بالصدقة، وهي جزء من المال يعطى للمحتاجين إليه من فقراء المسلمين، وليس المسجدُ مِن هذا القبيل، وقد ذهبوا في تفسيرهم لعبارة ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾ في الآية السابقة إلى أنَّ المقصود منها هو الجهاد في سبيل الله. وعليه: فإن أموال الزكاة تكون للأصناف المذكورة في الآية الكريمة، ويُقدَّم ما قدَّمه الله تعالى، وليس من بينها بناء المساجد؛ لأن الإنسان مقدمٌ على البنيان، وبناء الساجد قبل بناء المساجد. وورد سؤال لدار الإفتاء من سائل يقول "هل يجوز صرف مال الزكاة بعضه أو كله في الإنفاق على إقامة دورات تدريبية للمتشرعين -ويُقصَد بهم طلبة العلم- لتحسين أدائهم الدعوي بإكسابهم مهارات ضرورية لقيامهم بواجبهم، علمًا بأن هؤلاء المتشرعين ممن لا تغطي دخولُهم نفقاتِهم. وأجابت الدار في فتوى لها، أنه يجوزُ شرعًا صرفُ الزكاة في الإنفاقِ على تدريبِ طلبة العلم، خاصَّةً إذا كانوا محتاجين، حتى إن الحنفية أجازوا نقل الزكاة من بلد إلى آخر لطالب العلم. وأضافت: الإنفاق على طلبة العلم يشمل تدريبهم على المهارات الضرورية؛ لأنهم يحتاجون إليها كما يحتاجون إلى الكتاب، إن لم تكن حاجتُهُم إليها أشد؛ لعموم نفعها لهم في سائر شأنهم. وقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز قراءة سورة يس للميت لحديث النبي الكريم "اقرأوا على موتاكم يس". وأضاف أمين الفتوى في رده على سؤال "ما حكم قراءة سورة يس على الميت؟ أنه قيل المقصود من الحديث ، قراءة سورة يس على من مات حقيقة، وقيل قراءتها عن المحتضر في فراش الموت، وكلاهما جائز، فمن المجربات أن يس لما قرأت له. وقال إن هناك حديثًا ضعيفًا يقول "يس لما قُرأت له" ، و"يس قلب القرآن"، مشيرًا إلى أنه يجوز قراءة أي سورة للتبرّك وقضاء الحاجة. وتابع: "لا نضع في اعتقادنا أن الدعاء يكون مع سورة يس فقط، لكن ندعو بأي دعاء بعد قراءة السورة لتسهيل أي أمر أو لفك كرب. وأوضح أن محاور السورة تدور حول الصراع بين الحق والباطل، وآثار عظمة الله في التكوينات وفي الخلق، متسائلًا: كيف يكون في القرآن والدعاء بدعة، مُختتمًا حديثه: دائرة البدعة لما اتسعت.. أوشكنا أن نقول إن حياتنا كلها بدعة. وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز قراءة الحائض للقرآن من الهاتف المحمول أو التابليت لأن هذا ليس مُصحفًا. وأضاف «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «ما حكم قراءة الحائض للقران من الهاتف؟»، أنه يجوز قراءة الحائض للقران من الهاتف، أما المُصحف فلا يجوز له لأن القراءة من المُصحف تشترط الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر فلا يقرأ من المصحف كل من الجنب أو الحائض أو الإنسان غير المتوضئ. ونبه على أن جمهور العلماء اشترط أن يكون الإنسان طاهرًا متوضئًا عند القراءة من المصحف، أما الإمام مالك فقد رأى جوازقراءة الحائض للقران من المصحف دون مس بأن تقلب أوراقه عند طريق عود مثلًا. وأكد أنه مِن المقرر شرعًا أنه يحرم على المُحدِث حَدَثًا أكبرَ مسُّ المصحف؛ لقول الله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» [الواقعة: 79]، كما يحرم عليه تلاوة القرآن؛ لما أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يحجزه شيءٌ عن قراءة القرآن إلا الجنابة". واستدل أيضًا بما أخرج الترمذي في "سننه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ». وهذا ما عليه جماهير الفقهاء. وتابع: أن الحائض والنفساء؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة قراءتهما القرآن، وذهب المالكية إلى أنه يجوز لأي منهما قراءة القرآن في حال استرسال الدم مُطلَقًا؛ خافت النسيان أم لا، فإذا انقطع الدم لَمْ يَجُزْ لها القراءة حتى تغتسل إلا أن تخاف النسيان، كما ذهبوا إلى جواز مس المصحف لِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه؛ وذلك حال التعلم أو التعليم فقط. وأفاد: فالأولى في حكم قراءة الحائض للقران من المصحف العمل برأي الجمهور خروجًا من الخلاف، فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج. ووجهت إحدى الفتيات سؤالا لدار الإفتاء المصرية، تقول فيه "قمت بالغش في الثانوية .. وقررت اكمل دراسة واكمل في التعليم وأعمل فهل المال أو الراتب الذي أتقاضاه من العمل حلال أم حرام بعد هذا الغش؟ وهل يجب إخبار من يتقدم لخطبتي أني غشيت في الثانوية؟ وأجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هذا العمل حلال والراتب الذي تتقاضيه حلال ولا حرمة فيه، لأن الله تعالى اسمه الغفور الرحيم. وأشار إلى أنه لا يجب علي الفتاة إخبار خطيبها الذي تقدم للزواج منها أنها ارتكب الغش في الثانوية لأن أمر الزواج ليس من شروطه هذه الأمور الفرعية التي تحدث في حياتنا ولا تؤثر في طبيعة العلاقة الزوجية. وأكد ان السائلة ربما تمر بحالة من الوسواس الذي يجعلها تسأل عن كل صغيرة وكبيرة في حياتها.