كان بشوش الوجه، تكسوه الهيبة، يعلوه التواضع، يبعث بصوته الطمأنينة في قلب سامعه، كان ودودا مع طلابه وعامة الناس وكان يعرف نفسه بدون ألقاب فيقول "أخوك سعد جاويش". رحل عن عالمنا صباح اليوم الدكتور سعد جاويش، أحد علماء الحديث في جامعة الأزهر، عن عمر يناهز 78 عاما قضى منها أكثر من 60 عاما في خدمة الدعوة الإسلامية، وعمت حالة من الحزن الشديد على طلابه وتلامذته، فشيعت صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر من الجامع الأزهر، ومن المقرر ان يقام عزاء الراحل غدا في قرية رزق جاويش في كفر الشيخ. امتلأ الجامع الأزهر عن آخره في صلاة الجنازة وبكى طلاب العلم من فرق أستاذهم، فكان مشهده عظيما ولكن أروع ما كان فيه هو اصطحاب الراحل للعمامة الأزهرية في كفنه فوضع المشيعون عمامة الأزهر في الكفن تعظيما وتقديرا لها ولمكانة الأزهر على مر العصور الذي خرج علماء وعلماء وكانت أروقة الأزهر شاهدة على تخريج علماء في شتى العلوم. لم يختلف أحد على الدكتور سعد جاويش، فكان أبا لكل من وقف بين يديه يبغي طلب العلم، وكان لطلاب الوافدين يحرصون على حضور محاضراته ودروسه في أروقة الجامع الأزهر ومدينة البعوث الإسلامية. من أشهر مقولات العالم الراحل، لطلابه في دروس العلم "كلنا مقصرون في حق نبينا ولم نعطه حقه كما ينبغي". ونعي الأزهر الشريف، وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المحدث العلامة الدكتور سعد جاويش، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف فى علم الحديث، والذي وافته المنية، صباح اليوم الأحد، عن عمر يناهز 78عامًا. وأكد الأزهر الشريف أن التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة بعلمه وفكره الوسطي في بيان سماحة السنة النبوية الشريفة، ومحاضراته في أروقة الأزهر ومختلف الجامعات الإسلامية والعربية؛ والتي أفاد منها طلاب العلم من مختلف بقاع الأرض. والأزهر الشريف إذ ينعى فقيده الكبير، فإنه يتقدم بخالص العزاء والمواساة للعالم الإسلامي، ولكل أبناء الأزهر عبر العالم، ولأسرة الراحل، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
