افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسس ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبى صباح اليوم الخميس، جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص والتي تعقد في إطار مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "التيكاد 7" الذي بدأ أعماله اليوم بمدينة يوكوهامااليابانية ويستمر حتى الثلاثين من أغسطس الجاري. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى – فى كلمته فى افتتاح الجلسة – ان جلستنا اليوم تعقد تحت عنوان "الحوار بين القطاعين العام والخاص" لتؤكد العلاقة العضوية الوطيدة بين الطرفين والتي تهدف في نهاية الأمر إلى تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لشعوبنا، حيث أن تحقيق انطلاقة اقتصادية قوية لم يعد مسئولية الحكومات فحسب، بل يتطلب إيجاد شراكة بناءة مع القطاع الخاص كقاطرة النمو الرئيسية جنبًا إلى جنب مع الدور القوى للدولة كداعم ومنظم ومحفز للنشاط الاقتصادي. وأضاف السيسى انه من هذا المنطلق أود التنويه للدور الحيوي للقطاع الخاص لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظرًا لما يتمتع به من إمكانات كبيرة تؤهله للقيام بدور فعال في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعد القطاع الخاص بمثابة المحرك الرئيسي لتوفير فرص العمل الدائمة، وزيادة مستوى الدخل بما يسهم في الخروج من دائرة الفقر، بالإضافة إلى أنه يسهم بشكل كبير في تزايد النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وأشار الرئيس السيسى الى ان القارة الأفريقية تمتلك العديد من الموارد الطبيعية والبشرية، فضلًا عن موقعها الجغرافي المتميز، الأمر الذي يسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية من قبل شركاء التنمية، والتي نأمل أن تعزز من فرص تحقيق التنمية ورفع معدلات النمو بها، وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب في حياة أفضل. وقال الرئيس انه في إطار حرص الدول الأفريقية علي تحقيق التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص من خلال تهيئة المناخ اللازم لجذب المزيد من تلك المؤسسات من مختلف دول العالم للاستثمار في أفريقيا، قامت دول الاتحاد الأفريقي بصياغة أهداف أجندة التنمية 2063، والتي أضحت مرجعًا لكافة الدول الأفريقية لتحقيق هدف التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي. وأوضح أننا قمنا ببلورة برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا PIDA بهدف تنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية والطاقة علي المستوي القاري، ونجحنا أيضًا في إطلاق المرحلة التنفيذية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية خلال أعمال القمة الاستثنائية الثانية عشر للاتحاد الأفريقي بنيامي في 7 يوليو 2019، باعتبارها إحدى أهم مشروعات التكامل الأفريقي، ومن المنتظر أن يكون لإطلاقها مردود تجاري واستثماري كبير لتحقيق التنمية المستدامة في دولنا والرفاهية لشعوبنا في أفريقيا، حيث تضم هذه المنطقة ما يقرب من 1.2 مليار نسمة، وناتج محلي إجمالي يقدر بحوالي 3.4 تريليون دولار، الأمر الذي يجعل أفريقيا أحد أكثر المناطق جذبًا للاستثمارات. وقال الرئيس إن تلك الخطوات نجحت في أن تؤكد للعالم توافر الإرادة السياسية للدول الأفريقية والرغبة الحقيقية في المضي قدمًا إزاء البدء في حقبة جديدة واعدة بالقارة الأفريقية، سمتها التنمية والتحديث والتقدم، من خلال التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص. وأضاف الرئيس "أود أن أشير أيضًا إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الدول الأفريقية للتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص للاستثمار في مشروعات البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك المشروعات القارية في مختلف مجالات النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوليد الطاقة والربط الكهربائي، باعتبار ذلك أمر حتمي لجني ثمار اتفاقية التجارة الحرة القارية، ودفع عجلة التبادل التجاري الفعلي بين الدول الأفريقية، ومن ثم خلق مزيد من فرص العمل الإنتاجية، وجذب المزيد من الاستثمارات للقطاعات التنافسية ". وأبدي الرئيس تطلعه إلى أن تسهم جلستنا في تسليط الضوء على ما تقوم به الحكومات من جهود لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وفي التعرف كذلك على التحديات التي تواجه تلك المؤسسات خلال عملها بما يسهم في احتضان رواد الأعمال سواء اليابانيين أو الأفارقة أو غيرهم، وأن تقدم نموذجًا لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتشجع الشراكات بين القطاع الخاص الأفريقي والياباني، بما يلبي التطلعات في مستقبل أفضل وآفاق أرحب وأوسع. واختتم الرئيس كلمته بالتاكيد على أننا لن نتوانى عن بذل الجهود في سبيل تعزيز العمل المشترك بين دول القارة الأفريقية، وبينها وبين القطاع الخاص وشركاء التنمية، بهدف تقريب الرؤى، وتقديم حلول لأي تحديات أو عراقيل قد تواجه أنشطة القطاع الخاص، وأود أن أدعو كافة مؤسسات القطاع الخاص الياباني للتعرف على الفرص الاستثمارية التي تقدمها أفريقيا بهدف تحقيق الشراكة المأمولة بين القطاعين العام والخاص. من جانبه، أكد رئيس وزراء اليابان شينزو آبى أن "التيكاد" التي ولدت من جديد تركز حاليا على مجالات مثل تشجيع القطاع الخاص وريادة الأعمال .. مشيرا إلى أن شركات يابانية خاصة تعاونت مع شركاء أفريقيا، في العديد من المشروعات ومن بينها مشروع لمواجهة أزمة الكهرباء بتنزانيا . وقال آبي إن الاهتمام بالتنمية البشرية عالية الجودة والحصول على التمويل يعد شرطان أساسيان لدعم بيئة الاستثمار ومواجهة متطلبات الدول الأفريقية. وأضاف أن بلاده ستقوم بتدريب كوادر من دول أفريقيا على إدارة الديون ومواجهة المخاطر الناجمة عنها ، كما أنها سترسل خبراء متخصصين في التنمية المستدامة إلى دول أخرى مثل جامبيا . وأشار آبى إلى أن اليابان سوف تتعاون مع الدول الأفريقية لزيادة معدل إنتاج الأرز ، لافتا إلى أن دولا أفريفية عديدة قطعت خطوات كبيرة على طريق تحسين بيئة الاستثمار وريادة الأعمال. وأوضح أن الاتحاد الأفريقي لديه خطة طموحة للتنمية وتحسين بيئة الاستثمار وتدريب الشباب وتشغيلهم حتى عام 2063 ، داعيا الشركات اليابانية الخاصة الى التوجه إلى القارة الأفريقية لاستغلال الفرص الاستثمارية بها . كان رئيس وزراء اليابان شينزو آبى قد تعهد - فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة "التيكاد" السابعة أمس - بتعزيز الاستثمارات اليابانية الخاصة بالقارة الأفريقية .. مشيرا إلى أن حكومته ستبذل قصارى جهدها لمساعدة الشركات اليابانية على ضخ استثمارات بالدول الأفريقية.