احتضنت قصور الأمراء وسكن بها الأعيان وكبار رجال الدولة، وتباهى أهل مصر قديما وحتى الآن بسكنى الزمالك، حتى احتفظت برونقها حتى اليوم بكونها أرقى أحياء القاهرة، مهما جار عليها الزمان، ولطالما تميزت عن غيرها وكان لها الأسبقية في الرفاهية والأناقة التي اتسمت بها منذ عشرات السنين، حتى كان لها السبق في افتتاح مدينة الملاهي في أربعينيات القرن الماضي. في الساعة الرابعة عصرا، من يوم 15 أبريل عام 1948، شهدت مصر حدث جلل أسعد قلوب الكبار قبل الصغار، لحظة انتظروها كثيرا حتى حانت أخيرا، وتم افتتاح مدينة الملاهي بالزمالك، التي تعرض أعظم مجموعة من الألعاب الكبيرة المصنوعة بمصر. "أكبر مجهود مصري قام به علي حسن لبني وطنه"، نشرت الصحف المصرية إعلان افتتاح مدينة الملاهي بالزمالك، لأول مرة، والتي افتتحت من الساعة الرابعة وحتى بعد منتصف الليل، وتضمنت مجموعة من الألعاب، جاءت في الإعلان:" صاروخ القمر، سرايا الضحك، حائط الموت، الغواصة، سكة أبو زيد، الكراسي الطائرة، سيارات كهربائية ولانشات مائية وكاروسيل للأطفال، ومرايات الجن وأخيرا الزحليقة". كما تضمنت مدينة الملاهي بالزمالك، فقرات موسيقية ترفيهية بجانب الألعاب، حيث تعزف موسيقى كلية البوليس والإدارة موسيقى المدفعية يوميا، بالإضافة لفقرة فروسية في التاسعة من كل مساء، ويليه عرض ألعاب خطيره يقوم بها اللاعب العالمي الروسي "رومس". كل ذلك كان فقط بتذكرة بلغت قيمتها آنذاك، 5 قروش بالضريبة، للدخول العمومي، بعيدا عن المطاعم والبوفيهات التي وجدت داخل مدينة الملاهي.