* ترامب يرهن صفقة التجارة الحرة مع لندن بإلغاء ضريبة جافا * سبقه إليها ماكرون.. رئيس وزراء بريطانيا الجديد يحاكي سياسة فرنسا مع عملاقة التكنولوجيا الأمريكان * ماكرون أحمق.. الرئيس الأمريكي يرد.. وتدابير أمريكية مضادة تستهدف لندن وباريس كشفت الحكومة البريطانية في يوليو الماضي عن خطط لإدخال ضريبة بنسبة 2٪ تبدأ في أبريل 2020 على إيرادات شركات مثل أمازون وجوجل وفيسبوك، لتجني الأموال من مستخدميها في المملكة المتحدة، ردًا على تقارير أفادت بأن إدارة ترامب مستعدة للتخلي عن اتفاق يعتمد عليه رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة. ويطالب البيت الأبيض حكومة المملكة المتحدة بالتخلي عن ضريبة الخدمات الرقمية المزعومة، ويهدد لندن بأنها لن تحصل على صفقة تجارة حرة، وفق ما أوردته «تلجراف» نقلًا عن مصادرها. وفقًا للمنفذ البريطاني، «تم إرسال التهديد إلى حكومة المملكة المتحدة على مستويات متعددة». وبصرف النظر عن التحذيرات السرية من إدارة ترامب، أشار أعضاء بارزون في الكونجرس علنًا إلى أنهم قد يعرقلون المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة. وصرح كبير الديمقراطيين في لجنة المالية بمجلس الشيوخ رون وايدن في وقت سابق لوكالة «بلومبرج » الأمريكية بأنه حذر المسئولين البريطانيين من أن فرض الضريبة، المقرر تبنيها الخريف الجاري، لا يعني أي صفقة تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال: «لقد قابلت مسئولي المملكة المتحدة في وقت سابق، وقلت: تتوقع اتفاقًا تجاريًا مع الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، ولن يحدث ذلك مع ضريبة الخدمات الرقمية». وردد الممثل الجمهوري كيفن برادي في بيانه، مشيرًا إلى أن الضريبة ستعيق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، قائلًا: «إنها ليست الطريقة لبدء هذه المناقشة»، كما صرح دونالد ترامب نفسه، أثناء مناقشة الاتفاقية التجارية خلال أول مكالمة له لتهنئة بوريس جونسون، الذي تم انتخابه زعيما لحزب المحافظين ورئيس الوزراء في يوليو الماضي. وقال الرئيس الأمريكي: «نحن نعمل بالفعل على اتفاقية تجارية، وأعتقد أنها ستكون اتفاقية تجارية كبيرة جدًا، كما تعلمون، ويمكننا أن نعمل جيدا مع المملكة المتحدة، ويمكننا أن ننمي ذلك العمل ثلاث إلى أربع مرات، وقد أعاقنا فعليًا علاقتهم بالاتحاد الأوروبي». وفي المقابل، أصر رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، في وقت سابق، على أنه يتعين على بريطانيا أن تدفع باتجاه الخروج من الاتحاد الأوروبي دون صفقة، مشيرًا إلى صفقات تجارية محتملة مع دول مثل الولاياتالمتحدة، وفقا ل صحيفة إندبندنت البريطانية. وفي الوقت نفسه، وفي يوليو فقط، أيدت لندن فكرة فرض الضرائب على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين مثل Facebook وGoogle وما إلى ذلك، وهو ما أعلنه المستشار البريطاني السابق فيليب هاموند لأول مرة عام 2018. وعلق جونسون حينها قائلا: «أعتقد أنه من غير المنصف أن تدفع الشركات الكبرى في الشوارع الضرائب رغم أنوفهم، في حين أن عمالقة الإنترنت، Faangs - Facebook وAmazon وNetflix وGoogle - لا يدفعون أي شيء تقريبًا» وأضاف: «لقد توصلنا إلى طريقة لفرض ضرائب على عمالقة الإنترنت على دخلهم؛ لأنه في الوقت الحالي غير عادل». ونشرت الحكومة البريطانية ورقة سياسة حول ضريبة الخدمة الرقمية الجديدة في يوليو، ومن المقرر أن تفرض ضريبة جديدة بنسبة 2 ٪ على إيرادات الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، بما في ذلك محركات البحث ومنصات الوسائط الاجتماعية والأسواق عبر الإنترنت التي تستمد قيمة من المستخدمين في المملكة المتحدة بدءا من أبريل 2020. وتم الكشف عن ذلك في نفس اليوم الذي أقر فيه البرلمان الفرنسي ضريبة خدمات رقمية بنسبة 3 في المائة على مبيعات شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات الناتجة في فرنسا. واستهدفت ضريبة GAFA المزعومة - وهي اختصار ل Google وApple وFacebook وAmazon - التي كشف عنها وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير في مارس 2019، أنها تشمل 30 شركة، معظمها من الولاياتالمتحدة. وردا على ذلك، انتقد ترامب ما وصفه ب «حماقة ماكرون»، وحذر من أنه قد يؤدي إلى اتخاذ خطوات متبادلة ضد بلاده. وأضاف ترامب قائلا: «لقد قلت دائمًا إن النبيذ الأمريكي أفضل من النبيذ الفرنسي!»، ما يدل على ما يبدو على ما قد تستهدفه هذه التدابير المضادة.