حذرت جمعيات أهلية ومنظمات مدنية في موزمبيق من تصاعد مخاطر تعرض الأطفال في البلاد لانتهاكات جسيمة إثر تفاقم أزمات الأمن الغذائي ونقصه جراء موجات الجفاف التي تضرب البلاد وتخلف وراءها عشرات من ضحايا العنف الجسدي بين الأطفال سواء بعمالة مبكرة أو تهريب أو استغلال جنسي. وكشفت الأمانة الفنية للأمن الغذائي والتغذية SETSAN - في أحدث تقرير- "تحمل أطفال موزمبيق الفاتورة الأبشع لكوارث وأزمات موجات الجفاف وتبعات التغير المناخي"، مبينة أن الأثر السلبي للجفاف يؤثر أيضا على قدرة الأطفال بالالتحاق بالفصول التعليمية؛ ما يؤدي إلى زيادة التسرب من المدارس، ونقص التركيز أثناء الفصول الدراسية بسبب الجوع أو العطش، إضافة إلى انخفاض مخرجات التعليم بين الأطفال". وتقول منظمة "سيتسان" في موزمبيق "إن نقص المياه يقود معظم العائلات الفقيرة في المناطق النائية إلى الهجرة بحثا عن المياه، ومن ثم يصطحبون أطفالهم معهم ليتغيبوا بذلك عن المدارس". وتشير التقارير إلى تعرض الأطفال لاستغلال جسدي وجنسي من عصابات منظمة تستثمر أجواء فقر وعوز تعيشها الأسر الفقيرة التي فقدت ملاذها ومصادر عيشها. ومن المتوقع أن يعاني ما يزيد على 814 ألفًا بسبب نقص إمدادات الغذاء والحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة خلال الموسم خصوصًا في الأقاليم الأكثر تضررًا مثل جابو ديلجادو، وإنهامباني، وجازا، وسوفالا، وتيتي، وتؤثر موجات الجفاف بصورة حرجة على اقتصاد موزمبيق الذي يشكل فيه قطاع الزراعة المعتمد على مياه الأمطار ما يقرب من 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل به نحو 75 في المائة من القوى العاملة في البلاد.