دقت عقارب الساعة الخامسة صباحا، ارتفعت تكبيرات العيد فى المساجد، وبدأت شمس يوم العيد تبعث خيوطها.. وقف الملازم أول عمر القاضى وأفراد كمينه من المجندين فى تبادل التهانى ممسكين بأسلحتهم ترتفع على وجوههم ابتسامة لا احد يعلمها الا الله ، مرابطين فى كمينهم للتصدى لأى ارهاب. فى ذات الوقت كانت هناك عيون خبيثة تراقبهم من بعد فى انتظار الانقضاض عليهم وإفساد فرحتهم. سرعان ما تبدلت الابتسامة والهدوء الى أصوات رصاص اختلط صداها مع تكبيرات العيد.. وقف الملازم البطل عمر القاضى وأفراد الكمين فى وجه الارهابيين وصمدوا وتبادلوا إطلاق الرصاص حتى آخر نفس لتروى دماؤهم تراب سيناء الغالية ويستشهدون وترتفع أرواحهم الغالية الى الرفيق الاعلى صامدين مرابطين على العهد الذى اخذوه على انفسهم اما النصر او الشهادة . فمنهم من تمنى الشهادة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. الملازم عمر القاضى ابن ال 24 عاما وقف فى وجه الارهابيين ممسكا بسلاحه دون رهبة ولا خوف فالبرغم من صغر سنه الا انه تعلم فى مصنع الرجال فمنذ التحاقه بكلية الشرطة وهب حياته للوطن وحماية أراضيه حتى التحق بالعمل فى ارض الفيروز . أفراد كمين العريش سطروا ملحمة بطولية ماتوا صامدين فى اول ايام عيد الفطر دون خوف او رهبة .. عاشوا رجالا وماتوا ابطالا.. هكذا وصف زملاء الضابط الشهيد عمر القاضى وشهداء الكمين . الضابط الشهيد عمر القاضي نعى الكثير من اصدقائه الشهداء قبل استشهاده علي موقع التواصل الاجتماعي كأنه كان يشعر باقتراب أجله. حسابه الخاص كان خير شاهد فمن التدوينات.. لكل اجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا "، " ربما الموت يقترب مني وانا لا اشعر به لطفك يا الله في سكرة موتي ان تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة". حالة من الحزن انتابت اهل الشهيد الذى توفي والده منذ سنتين وتمني الالتحاق به، فيما ينتظر العشرات من أهالي قرية ساقية المنقدى والقرى المجاورة الاعلان عن جنازة الشهيد للمشاركة في تشييع جثمانه الي مثواه الاخير بمقابر الاسرة بالقرية. فيما نعاه العشرات من اقاربه واصدقائه علي صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين ان الشهيد كان علي خلق وسيرته طيبة بين الجميع داعين الله ان يرحمه محتسبينه من الشهداء. قال احد اصدقاء الشهيد عبر صفحته الشخصية : أنا أول مرة ف حياتي احس اني مقهور يا قاضي انا مصدوم يا صاحبي بس في نفس الوقت مرتاح علشان انا عارف انك راجل و ميت قدامي ماسك سلاحك وواقف راجل وسط عساكرك و مارضتش تسيبهم انت رايح الجنة من اوسع ابوابها وجعت قلبي عليك يا حبيبي انا فرحان عشان كنت معاك قبلها وكنت بتقولي صورني ياصاحبي ويلا نتصور يمكن تكون اخر صورة قلبك كان حاسس يا شهيد نام وارتاح يا قاضي احنا خدنالك حقك والله يا قاضي لو كان ف ايدي حاجة تانية اعملها اكتر من اللي عملته كنت عملت، انا خلصت ذخيرتي عليهم والحمد لله جبناهم.. نام يا صاحبي وارتاح. وكانت وزارة الداخلية، أعلنت فى بيان عاجل لها، أن عددا من العناصر الإرهابية استهدفت فجر اليوم، الأربعاء، كمينا أمنيا جنوب مدينة العريش. وأكدت الوزارة أنه تم التعامل مع تلك العناصر وتبادل إطلاق النيران، ما أسفر عن مقتل خمسة من العناصر الإرهابية واستشهاد ضابط وأمين شرطة و6 مجندين، وتقوم القوات بتتبع خطوط سير الهروب لتلك العناصر الإرهابية الهاربة.