أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الله سبحانه وتعالى فضل بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى ليلة النصف من شعبان، حينما تقرر فيها الاستجابة لمناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا». وأضاف «جمعة» عبر صفحته ب«فيسبوك»، أن الله تعالى استجاب للرسول -صلى الله عليه وسلم- فوجهه إلى محل نظر الله، إلى الكعبة المشرفة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى يختم أنبيائه بنبينا -صلى الله عليه وسلم-، في هذه الليلة، فرق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم. وتابع: أن الله يغفر في هذه الليلة عددًا كبيرًا، عبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة عند ما افتقدته فوجدته في البقيع في الليل، وهو يقول لها: «يا عائشة، إن الله يغفر في النصف من شعبان مغفرة كعدد غنم كلب». وأوضح: وكلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم، وتخيل معي إذا كانت قبيلة كبيرة عندها عشرات الأغنام حتى توصف بأنها من أكبر القبائل المالكة للغنم، أو أنها تملك مئات الأغنام، كثير من العرب كان يملك مئات الأغنام؛ حتى إن نصاب الغنى عندهم بدأ من أربعين شاة، وهي حد الزكاة؛ ولذلك فالمائة قليلة. وتابع: فقبيلة كلب كانت تمتلك آلاف الأغنام، وإذا أتيت في تجربة عجيبة، فأخذت شاة، وعددت ما فيها من شعر، فكم سيبلغ هذا الشعر؟ إنه سيصل بآلاف الآلاف، فإذا ضربت الآلاف في الآلاف في الآلاف صارت مليارات، موضحًا: إذًا فهذه قد تصل إلى عدد لم تصل إليه البشرية، وقد لا تصل إليه قط، إذا كنا سبعة مليار وفينا المسلم، وفينا الكافر، والمسلمون لا يتجاوزون المليار ونصف، فما هذا العدد الضخم؟ إنها كناية من رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، ربنا واسع، وربنا غفور، ولا يريد منك إلا مصلحتك.