انتقد عدد من كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الأربعاء، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن هذا القرار من شأنه نسف ما تبقى من فرص السلام، وإدخال المنطقة في المزيد من الحروب والصراعات التي لن تنتهي إلا حين عودة الحقوق لأصحابها. فتحت عنوان "ترامب رئيسا لإسرائيل"، قال الكاتب فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" "كان ينبغي أن يكون الرئيس دونالد ترامب رئيسا لإسرائيل وليس رئيسا لدولة كبيرة اسمها أمريكا..إن الرئيس ترامب شكلا وفكرا ومواقف أقرب إلى التركيبة الصهيونية التي أقامت إسرائيل وشيدت الدولة العبرية في قلب العالم العربي على أطلال الشعب الفلسطيني. وأضاف الكاتب "لقد منح ترامب القدس لإسرائيل في صفقة مريبة"، متساءلا "هل بهذه البساطة تمنح المدن وتسقط الأوطان..وبأي حق يسلم التاريخ بأرضه ورموزه وقدسيته وكفاحه للغاصبين؟. وأكد الكاتب أن إسرائيل لن تستطيع حماية القدس كما يتصور الرئيس ترامب وهي لن تكون مصدر أمن لإسرائيل بل إن ضياع القدس بداية صراع جديد ولن يكون آخر الصراعات، لافتا إلى أنه سوف تخرج من بين أطلال القدس أجيال جديدة وزمان يعيد الحقوق لأصحابها. وأشار إلى أن الرئيس ترامب يكمل أدواره المشبوهة تجاه العالم العربي والقضية الفلسطينية وأمن إسرائيل بإهداء الجولان المحتلة من أجل أمن إسرائيل، مضيفا أن العالم كله يعلم أن الجولان أرض سورية وأن إسرائيل احتلتها في نكسة 67 وهناك قرارات دولية بذلك وهذه المواقف الطائشة للرئيس ترامب لن تشعل النيران بين العرب وإسرائيل فقط ولكن الصراع القادم سوف يكون عربيا أمريكيا. واختتم الكاتب مقاله قائلا "إن أحوال العالم العربي سيئة للغاية ولكن الشعوب لا تموت وعلى الشعب الأمريكي أن يفكر في زمان قادم فمازالت حشود الإرهاب تهدد العالم ومازال الجوع يعصف بالشعوب الفقيرة ولن يكون السلاح والقتل والدمار مصدر الحماية..إن الرئيس ترامب وهو يوزع الأراضي والمدن ويشعل الحرائق يتصور أن أمريكا ستبقى بعيدة عن ذلك كله رغم أن الدمار لا يفرق بين مكان ومكان وشعب وآخر وعلى الشعب الأمريكي أن ينقذ نفسه وليس إسرائيل قبل فوات الأوان". أما الكاتب جلال عارف فأكد، في عموده "في الصميم" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "الحماقات لا تصنع التاريخ"، أن اسرائيل تعيش منذ نشأتها عالة على أمريكا، ويصعد السياسيون فيها للحكم ببركة واشنطن التي تتوازى مع نجاح الكيان الصهيوني في أداء دوره المفترض لخدمة المصالح الأمريكية.. وعلى حساب العرب !!. ولفت الكاتب إلى أن الجديد الآن أن يتصور الرئيس الأمريكي أن شعب أمريكا جاء به إلى البيت الأبيض ليكون قبل كل شئ في خدمة إسرائيل، وأن يتحول "ترامب" وهو الذي يرفع شعار "أمريكا أولا" إلى رجل يتبنى سياسة أقصى اليمين الإسرائيلي حتى لو تصادمت مع مصالح أمريكا نفسها !!. وتابع عارف "كان المشهد مؤسفا..الرئيس ترامب ومعه نتنياهو وكبار المسئولين الأمريكيين يحتفل بحماقة جديدة من حماقات السياسة الأمريكية .. يجلس في حركة مسرحية رديئة ليوقع أمام الكاميرات على ورقة لاقيمة لها، إلا أنها تقول للعالم أن أمريكا تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية وبكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن الجولان السورية العربية هي أرض محتلة. وتساءل الكاتب متعجبا "لانعرف من الذي أقنع ترامب بأنه يملك الحق في إعطاء الجولان السورية لإسرائيل؟! وبأنه سيدخل التاريخ بطلا مظفرا بهذه الحماقة، وبالحماقة الأخرى التي سبقتها حين قرر نقل سفارة بلاده إلى القدس التي اعتبرها عاصمة لإسرائيل !!". من جانبه، رأى الكاتب جلال دويدار، في عموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار"، أن ما يصدر عن الرئيس الأمريكي ترامب من تصريحات وتدوينات على موقعه ب"تويتر" يؤكد أنه يمتهن البلطجة على شاكلة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، مؤكدا أنه - وفي ظل هذه النزعة التي تسيطر عليه - يثبت على مدار الساعة أنه ضد الشرعية وكل القوانين والمواثيق الدولية، فيما يتعلق بالقضايا الدولية. وأوضح دويدار، أن هذه السلوكيات تتناقض ولا تليق مع رئاسته لدولة القطب الواحد التي من المفروض أن تكون داعمة وسندًا لهذه الشرعية حفاظًا على سلام واستقرار العالم، لافتا إلى أن إهدار "ترامب" الفاضح لحقوق فلسطين وشعبها لصالح الاحتلال الإسرائيلي خير دليل على هذه المواقف غير السوية وغير الأخلاقية وأنه يضرب عرض الحائط بكل القيم من أجل إرضاء إسرائيل الدولة العنصرية المتمردة على الشرعية الدولية. وأكد الكاتب أن هذه المواقف الجنونية وغير المسئولة تدفع العالم إلى الفوضى التي تهدد أمنه واستقراره..مشيرا إلى أنه ليس من توصيف لهذا العدوان الإجرامي سوى أنه يشير عن فقدان الاتزان وتقمص شخصية "الكاوبوي".