الكتلة النيابية لحزب الله تعتذر عن الإساءة للرئيس الراحل بشير الجميل

تقدم رئيس الكتلة النيابية لحزب الله في مجلس النواب اللبناني النائب محمد رعد، بالاعتذار إلى المجلس النيابي، وذلك على خلفية إساءات أطلقها أحد أعضاء كتلة حزب الله في جلسة نيابية سابقة، بحق الرئيس اللبناني الراحل بشير الجُميل، والذي كان قد قال إن "الجُميل" جاء رئيسا للبلاد "على ظهر دبابة إسرائيلية".
وقال النائب محمد رعد رئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) في كلمة له في مستهل الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة: "حصل سجال غير مرغوب به بين بعض النواب الزملاء، وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من أحد إخواننا في الكتلة، وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخاطب والتعبير عن الموقف".
وتوجه رعد بالقول إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري: "أستحميكم عذرا اليوم في بداية الجلسة، وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب ذلك الكلام". فعقّب رئيس المجلس النيابي قائلا: "الرئاسة شطبت بالفعل هذا الكلام".
وكان رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجُميل خلال الجلسة العامة لمجلس النواب أول من أمس "الأربعاء" قد استعرض تصرفات حزب الله التي عرقلت تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد، ومطالبا بأن يكون الجيش اللبناني هو الحامي والقوة المسلحة الوحيدة في لبنان.
وعقّب على الفور عضو الكتلة النيابية لحزب الله النائب نواف الموسوي، مبادرا إلى شن هجوم عنيف على الجُميل وحزب الكتائب اللبنانية، ومشيرا إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون وصل إلى سُدة الرئاسة في لبنان من خلال حزب الله. قائلا: "الرئيس ميشال عون وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة، ولم يصل عبر دبابة إسرائيلية".
وتدخل النائب نديم الجُميل، نجل الرئيس اللبناني الراحل بشير الجُميل، معترضا بشدة على حديث نائب حزب الله، خاصة وأن الموسوي قال عبارته الأخيرة وهو يتوجه بالحديث إلى النائبين سامي الجُميل ونديم الجُميل معا. ومضيفا إليها عبارة: "حجمكم دبابة إسرائيلية".. ليتحول الأمر إلى سجال عنيف حيث قال النائب نديم الجُميل إن والده انتخب رئيسا للبنان من خلال مجلس النواب.
كما دخل النائب نواف الموسوي في سجال ثان اتسم بالحدة مع النائب بيار بو عاصي، بعدما أكد الأخير على ضرورة احترام رموز الآخرين وقادتهم، فما كان من الموسوي إلا أن قال: "من يتعرض للمقاومة سنكسر له رقبته ولن نسكت لأحد".
وأثارت كلمات النائب نواف الموسوي حالة من التوتر السياسي والاستياء الشديد لدى معظم القوى السياسية اللبنانية، حيث رد حزب الكتائب اللبنانية ومعه حزب القوات اللبنانية بتنظيم مظاهرة كبيرة مساء نفس اليوم، في منطقة الأشرفية بالعاصمة بيروت، معلنين استنكارهم الشديد لتعرض الموسوي للرئيس الراحل بشير الجُميل، كما أصدر عدد من الأحزاب والتيارات والقوى السياسية والنواب بيانات تدين حديث نائب حزب الله وما انطوى عليه من إساءات وتهديدات.