أكد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة أن المجمع العلمي المصري لا يتبع الوزارة، وإنما تابع لوزارة الشئون الاجتماعية، وأن ما قامت به وزارة الثقافة من جهود في إنقاذ ثروات المجمع من كتب وموسوعات وخرائط إنما كان بدافع العمل الوطني ومن جانب مسئولية الوزارة عن حفظ ذاكرة مصر. واستنكر قيام عدد من الشباب بالتلويح بعلامات النصر بجوار المجمع وهو محترق، وقال إنه "ذكره بمشهد رقص نيرون وهو يحرق روما".. وتساءل ما البهجة في حريق تراث الأمة؟. وانتقد وزير الثقافة الهجوم عليه ووزارته مؤكدا أنه لن يتحمل خطأ أحد، ولن يحاسب على ما اقترفه غيره من تقصير. وأشاد الوزير خلال الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين اليوم الأحد بعنوان "حماية التراث المصري بعد حريق المجمع العلمي" بكل المشاركين في إنقاذ ما تبقى من تراث داخل المجمع سواء من القوات المسلحة وشباب الثورة وجمعيات وهيئات دولية أو محلية، بالإضافة إلى الصحافة التي قدمت نموذجا راقيا في التعامل مع الكارثة القومية، مما أشعر العالم والشعب المصري بحجم الكارثة وأهمية الحفاظ على التراث المصري. من جانبه استنكر الدكتور محمد الشرنوبي الأمين العام للمجمع العلمي المصري إذاعة نبأ حريق المجمع العلمي قبل اشتعال النيران به بحوالي 10 ساعات، وقال "مساء الجمعة جاءني اتصال من أحد الأصدقاء يسألني عن حريق المجمع العلمي، وأن النبأ على قناة (سي بي سي)، وبالفعل فتحت القناة ووجدت النبأ على شريط أخبار القناة، وهرعت إلى مترو الأنفاق للانتقال بشكل أسرع إلى مقر المجمع، ودخل إلى المجمع ومعه عدد من شباب الثورة، وتجولوا داخل المجمع، ولم يجدوا أي آثار لحريق أو نيران، ثم انصرف في الساعة 11 من مساء ذات اليوم، وأعطى أحد الشباب رقم هاتفه المحمول للاتصال به فى حال وقوع أي طارىء، وفوجىء في تمام الثامنة من صباح السبت باتصال لشاب ليخبره أن عددا من الشباب يقومون بتكسير منافذ المجمع وكل منهم يحمل بيده شعلة من النار ويلقونها داخل المجمع. وأضاف "قمت بالاتصال بالخط الساخن لوزارة الداخلية وأخطرتهم بذلك، وذهبت إلى مكان المجمع ووجدت عددا من جنود القوات المسلحة ومعهم سيارة إطفاء يحاولون السيطرة على الحريق، وفى المقابل عدد كبير من الشباب يحاولون منعهم وبالفعل تمكنوا من منعهم والاعتداء على عدد من الجنود ودفعهم بعيدا عن إطفاء الحريق، ووقفوا يتراقصون ويلوحون بعلامة النصر، فصرخت فيهم وفي الشباب المتواجدين للاسراع وإطفاء الحريق لأن الذي يحترق هو تراث مصر، وقمة التناقض وسط تراقص ونشوة عدد من الصبية والشباب بالحريق، هرع عدد كبير من الشباب أظنهم شباب الثورة، وجنود من القوات المسلحة ودخلوا المجمع أثناء الحريق وزحفوا على بطونهم وظلوا يخرجون ما يستطيعون حمله من كتب وموسوعات". ونفى الدكتور محمد الشرنوبي الأمين العام للمجمع العلمي المصري ما رددته بعض وسائل الإعلام بشأن ضياع النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر"، أو خرائط حدود مصر الجنوبية في منطقة النوبة أو منطقة حلايب وشلاتين، وقال إن هناك 14 نسخة من كتاب وصف مصر" بالمكتبات المصرية.