يشهد اليوم الاثنين، الرئيس عبد الفتاح السيسي، احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف، ويلقى خطابا بهذه المناسبة إلى الأمة الإسلامية يتناول فيه عددا من القضايا الراهنة والدروس المستفادة من السيرة النبوية. الخطابات السابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك الذكرى العطرة، لم تخل من التأكيد على عظمة الدين الإسلامي والتذكير بسيرة سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فضلا عن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني ومجابهة الأفكار المتطرفة. على مدار الأعوام السابقة كانت عبارة "تجديد الخطاب الديني" حاضرة بقوة في معظم كلمات الرئيس، مشددا على أنه قضية حياة أو موت، دون المساس بالثوابت الراسخة التي نص عليها القرآن الكريم. بدأت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني في 2015 تحديدا في يوم 26 نوفمبر، عندما دعا الرئيس السيسي المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية، وذلك خلال كلمته في احتفال ذكرى المولد النبوي ، قائلا: "ما نشهده من ظواهر إرهابية يعود في الأساس إلى الفهم الخاطئ لصحيح الدين الحنيف وتعاليم الرسول الكريم"، موجها الدعوة إلى شيخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، بسرعة الانتهاء من عناصر خطاب ديني جديد يتواكب مع مستجدات العصر تجديدًا واعيًا ومسئولًا يقضي على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج مشكلة التطرف. كما تحدث عن محاولات هدم الدولة المصرية قائلا: الدولة التي تُهدّ لن تعود مرة أخرى، خاصة مع وجود أطماع تهدف إلى تدمير عقول الأفراد "وانتوا شايفين الدول اللي اتهدت من 30 سنة ولم تعد مرة أخري وأتمني عودتها بفضل الله". ومنذ ذلك الحين لم تخل أى احتفالية أو مؤتمر أو ندوة من تذكير رأس الدولة بالحديث عن تجديد الخطاب الديني، ففي 8 ديسمبر 2016، وأثناء الاحتفال بالمولد النبوي، وجه الرئيس السيسي عدة رسائل من بينها، أنه لا يجب اختزال موضوع تصويب الخطاب الديني في فكرة الخطبة الموحدة. كما دعا إلى تشكيل لجنة من كبار علماء الدين والاجتماع والنفس والأخلاق، تكون مهمتها وضع خريطة لصياغة فهمنا الديني خلال خمس سنوات، مشيرا إلى أن وزير الأوقاف كان متحمسا لاقتراح اللجنة، وخرج من الحوار بتصريحات عن الخطبة الموحدة في الجوامع. ووجه أيضا رسائل للمتآمرين والدولة المعادية، قائلا: "سيبونا فى حالنا بس وإحنا هنبقا كويسين ،الله معنا، عمرنا ما تآمرنا على حد، ولا خونا ولا هنخون، وهنفضل نبني ونعمر ونصنع". وفي 29 نوفمبر الماضي (2017) وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدة رسائل خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، قال خلالها إن تجديد الخطاب الديني وحماية عقول أبنائنا من الأفكار المتطرفة مسئولية الوطن ككل بكل أركانه وأطيافه. كما وجه حديثه للعلماء والمؤسسات الدينية قائلا: أنتم معنيون بالحفاظ على بلدنا، فالأمن والاستقرار لا يأت من الجيش والشرطة فقط بل من المجتمع كله.
وأضاف أن مصر تواجه حربا مكتملة الأركان، تقودها فئة باغية عن طريق قوى خارجية تمدها بالسلاح والمال لهدم الدولة، كما ألزم رئيس الأركان باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال 3 شهور، بالتعاون مع وزير الداخلية قائلا: "استخدموا كل القوة الغاشمة". ومن المقرر أن يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة اليوم للأمة الإسلامية ، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والوزراء وسفراء الدول العربية والإسلامية بالقاهرة وقيادات الأوقاف. كما يكرم الرئيس السيسي خلال الاحتفال 6 من قيادات الأوقاف والإدارية والدعوية ومن شباب العلماء ، بالاضافة إلى عالمين آخرين من خارج مصر من العلماء ممن أثروا العالم الإسلامي بفكرهم الوسطي والمعتدل تقديرًا لجهدهما؛ وذلك بمنحهما شهادات التقدير ،وهما مفتي أوغندا لما يتميز به من فكر وسطي ولإسهامه الإيجابي في مؤتمرات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومفتي كازاخستان لدوره في دعم العلاقات بين مصر وكازاخستان ولما يتميز به من فكر وسطي ولكونه عضوا في مجلس أمناء الجامعة المصرية التابعة لوزارة الأوقاف والتي تعد أهم جامعة إسلامية بوسط آسيا.