فاز الدكتور برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني بالانتخابات الرئاسية العراقية التي أجراها البرلمان، بعد انسحاب أقرب منافسيه فؤاد حسين مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، من جولة الإعادة الثانية، ليصبح تاسع رئيس جمهورية للعراق، ويواصل حزبه احتكار المنصب منذ عام 2005. في البداية لم يحصل أي من المرشحين على ثلثي الأصوات في جولة الإعادة، وبينما كان البرلمان يستعد لإجراء جولة ثانية من الإعادة، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني انسحاب مرشحه الذي حل ثانيا في الجولة الأولى خلف صالح. وبرهم أحمد صالح هو سياسي كردي معروف عنه الاعتدال إلا انه تعرض لانتقادات من قبل الجماعات المؤيدة للاستقلال في أربيل، وشغل من قبل رئاسة الوزراء حكومة إقليم كردستان مرتين. ولد صالح 58 عاما، بمدينة السليمانية في كردستان العراق، واعتقل من قبل نظام البعث مرتين بتهمة انتمائه للحركة التحررية الكردية وتعرض للتعذيب خلال فترة اعتقال دامت 43 يوما، والتي أدى خلالها امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل والتي تفوق فيها حاصلا على المرتبة الأولى على مستوى إقليم كردستان والثالثة على مستوى العراق، ليخرج بعدها ويطير إلى بريطانيا لإتمام دراسته. وحصل صالح على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983، وشهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكمبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987، خلال اشتغاله بالسياسة، وعمل مستشارا هندسيا في إحدى الشركات الاستشارية البريطانية. انضم إلى الحزب في نهاية السبعينيات ليصبح عضوا في تنظيمات "الاتحاد الوطني الكردستاني" في أوروبا، ثم مسئولا بمكتب العلاقات الخارجية في لندن. صار عضوا في قيادة الاتحاد عام 1992 في أول مؤتمر للحزب، وتم تكليفه بإدارة مكتب الاتحاد في الولاياتالمتحدة، ولعب دورا محوريا في نشر قضية الأكراد. تولى صالح رئاسة حكومة كردستان في يناير 2001 وحتى منتصف 2004، وبعد سقوط البعث، تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، ثم وزيرا للتخطيط في الحكومة الانتقالية في 2005، كما جاء نائبا لرئيس أول حكومة منتخبة عام 2006، والتي رأس بها اللجنة الاقتصادية. أسس الجامعة الأمريكية في العراق بمسقط رأسه، ويشغل حاليا رئاسة مجلس أمنائها. رشحته القيادة الكردستانية رئيسا للقائمة الكردستاني التي فازت بالانتخابات التشريعية بالإقليم عام 2009، وكلف بتشكيل الحقيبة السادسة لحكومة الإقليم وترأسها حتى عام 2011. كان من المقرر أن يخوض السباق الرئاسي عام 2014 بترشيح من حزبه مع منافسه الدكتور فؤاد معصوم، لكن تم استبعاده بعد انتخابات اجرتها الكتلة الكردستانية في البرلمان، ليكون الدكتور فؤاد معصوم هو المرشح الوحيد للكتلة والذي انتخب فيما بعد في مجلس النواب العراقي رئيسا للجمهورية حتى اليوم. ينص الدستور العراقي على أن يقوم الرئيس الكردي المنتخب بإعلان اسم رئيس المنصب الرئيسي في السلطة، أي رئيس الوزراء الشيعي، خلال 15 يوما من انتخابه، حيث يكلف المرشح الذي تختاره الكتلة البرلمانية الأكبر. وحتى اللحظة لم يعلن رسميا عن التحالف الأكبر، حيث تشهد الساحة تنافسا بين جناحين، الأول بقيادة رئيس الوزراء، حيدر العبادي والذي انتهت ولايته وتخلى عنه عدد من حلفائه، والثاني التيار الصدري الذي شكله زعيمه مقتدى الصدر مع قدامى القياديين بالحشد الشعبي صاحب الدور الرئيسي في الحرب على داعش.