انتحارية، قتالية، خطرة، للعيال الطايشة بس، تلك العبارت هي لسان حال الكثير ممن يشاهدون فيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي تخص رياضة "الباركور"، اللعبة الفرنسية التي لاقت شعبية كبيرة لدى الكثير من دول العالم، ولكنها واجهت إنتقادات لاذعة في مصر بسبب الخوف من ممارسة، فبطبيعة حال الكثيرين يعتقدون أن الفيديوهات المنتشرة لها عبر المواقع هي المرحلة الاولى لممارسة اللعبة ويجهلون تماما أنها مرحلة إحترافية وصل ممارسو تلك الفيديوهات إلى مستوي خارق قد يتطلب تمرينا يتجاوز ال 20 عامًا. «الباركور يحتل مكانة عالية خارج مصر» ورياضة الباركور، التي تحتل مكانة عالية في دول العالم المتقدم لها شعبية ضخمة قد تفوق ممارسة كرة القدم، لما تحتاجه تلك اللعبة من مهارات عالية وإحترافية بالغة، فاللاعب المحترف بها له ثقل فد يتخطي متابعوها على مواقع التواصل الإجتماعي عشرات الملايين. وكان لمصر نصيب من تلك اللعبة، خاصة أن هناك ممارسين لها في بلدنا، ولكن ليسوا بالمستوي العالى نظرًا للطبيعة الجغرافية الخاصة بنا، ولعدم وجود الإمكانات التدريبية العالية، إلا أن بعض الشباب والفتيات تمكنوا من خلق هالة خاصة بهم، وإعتمادات على جهود شخصية ليتمكنوا من ممارسة لعبة لديهم إقتناع تام بها ويريدون أن يثبتوا للعالم كله إمكانية وصول شباب مصري إلى درجة إحترافيه عالية. «فتيات يمارسن الباركور في زايد» وانتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لمجموعة من الفتيات يمارسن رياضة الباركور في إحدى شوراع مدينةا لشيخ زايد، وسط المارة في الصباح الباكر وهو ما لفت إنتباه العديد من المواطنين خاصة أنهم فتيات ولديهم كل تلك المهارات العالية، وهو ما دفعنا بصدي البلد للذهاب إلى واحد من مؤسسى اللعبة في مصر لإجراء معايشة معه خلال 3 ساعات من التمرين ومعرفة أصل الحكاية وبدايتها واللاعبين ولنقف على الأسباب الحقيقية وراء عدم وجود صدي لتلك اللعبة. « سامح بدأ اللعبة من 8 سنوات» "كنت بدور على اللعبة دى من زمان، مكنتش اعرف اسمها ايه ولا حتى معلومات عنها، كل اللى كنت اعرفه أنها لعبة مرحة بتفرغ طاقة جوه الإنسان، كنت متخيل أن الناس دى نينجا"، هكذا فضل كابتن سامح شمس الدين البالغ من العمر 26 عامًا خريج كلية التجارة عين شمس، حديثه ل "صدى البلد"، ويضيف أن في عام 2010 قام بالبحث عن اللعبة ليجد أنها لها أساس وتم تنفيذ فيلم لها باسم "الحى 13". «كونا فريق من 20 فرد» وعن بدايته في اللعبة يروى "سامح"، أنه بدأ في البداية بمشاهدة مجموعة من الفيديوهات عبر "اليوتيوب"، ويقوم بتجربة الحركات مع نفسه، ولكنه بعد ذلك قام بالبحث عن أشخاص مثله يمارسون تلك الرياضة، وتمكن من تكوين فريق من 20 فردا ليكونوا بمثابة النواة التى انطلقت منها رياضة الباركور في مصر، وتعاهدوا على جعل تلك الرياضة تحتل مكانة مميزة في مصر ويكرثون وقتهم لها عشقًا وإيمانًا بها. ويضيف:أنه قام بتشكيل فريق باسم "ولف ستيم" وقام بالتدريب في الفريق الخاص به عام 2918، موضحا أنه قام بشرح الرياضة للمتدريبن ليتمكنوا من الوصول إلى درجة إحترافية عالية، موضحا أن الرياضة هي فن تخطي الحواجز أى كسر الخوف الكامن بداخل الشخص. «الباركور لا يحتاج وزنا ولا عمرا معينا » ويروى أن رياضة الباركور لا ترتبط بما يشاع أنه ممارسة الرياضة تحتاج لى مرحلة عمرية معينة أو وزن معين، إلا أنها لا ترتبط بذلك ولكن تحتاج إلى درجة استيعابية عالية فالمخ يمنح الجسم إشارة للعضو للقيام بالحركة سريعًا، موضحا أن الرياضة لها أهمية كبيرة في القضاء على أزمة الوزن الزائد. «انتو زى القرود وشغل حرامية» وبسؤاله عن أبرز الإنتقادات التي يتلقونها وقت ممارسة تلك الرياضة في الشارع، كان رده غريبًأ للغاية، فأوضح أن الكثير يقولون لهم "ايه شغل الحرمية دة، انتو قرود ولا ايه"، وفي ختام حديثه تمني أن يلاقي فن الباركور ثقافة عالية وشعبية بين المواطنين، خاصة لدى الفتيات. «صيدلانيه تمارس الباركور» وانتقلنا للحدث مع إحدي الفتيات الممارسات لريضة الباركور"صيدلانية" ، فتروى الفتاة العشرينية والتى تدعي ياسمين أشرف، أنها بدأت ممارسة رياضة الباركور، من عام أثناء دراستها في الجامعة، وذلك بسبب انجذابها للاسم الخاص باللعبة، قائلة:" اللعبة باسم فرنسي وشوفت مقاطع كتير على النت، وفعلا بدأت في ممارستها". وتضيف أن رياضة الباركور لعبة ممتعة للغاية، ويوجد بها ليونة بدرجة عالية، وتؤكد أن تلك اللعبة أفادتها كثيرًا في تخطي حاجز الخوف بداخلها وكذلك منحها الثقة الكاملة في كافة الخطوات الخاصة بها خاصة أنها فتاة في مقتبل عمرها. وتروي أنها لاقت رفضا في البداية من عائلتها خوفا من إصابتها بأذي، ولكن حبها الشديد لممارسة الباركور تمكنت من إقناعها، لافتة إلى أنها لاقت بعض الإنتقادات من قبل المجتمع الذي ليس له دراية كاملة عن فن اللعبة.