قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الشكر من صفات الرحمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه، فالله شاكر وشكور، والشكر منه تعالى مجازاة العبد والثناء عليه بالجميل. وأوضح « المعيقلي» خلال إلقائه لخطبة الجمعة بالمسجد الحرام، أنه سبحانه بر رحيم كريم، يشكر قليل العمل، ويعفو عن كثير الزلل، ومن كرمه وجوده وفضله أنه لا يعذب عباده الشاكرين، مستشهدًا بقول الله تعالى: « مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا» الآية 147 من سورة النساء. وأضاف أن الشكر من المقاصد العظمى التي خلق الخلق من أجلها، مستدلًا بقوله تعالى: « وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» الآية 90 من سورة النحل، فقد أثنى الله تعالى على أهل شكره، ووصف به خواص خلقه؛ فقال عن نوح عليه السلام: « إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا »الآية 3 من سورة الإسراء. وتابع: وهو الذي دعا قومه ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، ألف سنة إلا خمسين عامًا؛ فما آمن معه إلا قليل، وقال سبحانه في ثنائه على خليله: « إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) » من سورة النحل. واستطرد: وأما نبينا صلوات ربي وسلامه عليه، فقد لقي من قومه ما لقي، فكان أشكر الخلق لربه، وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت له عائشة رضي الله عنها وأرضاها: أتصنع هذا وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «يا عائشة، أفلا أكون عبدًا شكورًا».