اختار حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، محرم إنجة، النائب عن ولاية يالوفا، ليكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر لها 24 يونيو الجاري في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. أنجه، البالغ من العمر 54، ونائب ولاية يالوفا، وشغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، والذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك في عام 1923، ليكون حزب لعلمانية الدولة. ولد محرم إنجة في عام 1964 لعائلة مهاجرة من اليونان استقرت في ولاية لوفا، والتي أصبحت ولايته التي فاز بها بالانتخابات التشريعية. ويعد إنجة، المتحدث المفوه، اليمين داخل حزب الشعب، ويُوصف بأنه من العلمانيين المعتدلين في الحزب.ومن المعارضين لزعيم الحزب كمال كليتشدرا أوغلو، ونافسه على رئاسة الحزب من قبل. يصفه الخبراء بأنه لديه القدرة على تنافس اردوغان، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية بقوة وذلك بسبب إثباثه في أكثر من مناسبة أنه قادر على حماية الحزب من الصراعات الداخلية والمساعدة على التوصل إلى حلول توفيقية لعدة مشاكل واجهها هذا الحزب في السنوات الأخيرة أي منذ أن توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تفتيت أحزاب المعارضة. أكد المتابعين للشأن التركي أن اختيار محرم إينجه جاء بسبب خطبه الرنانة، والحماسية التي اشتهر بها داخل حزب المعارضة التركية، وظهرت أولى محاولاته الحماسية عقب خلع شعار حزبه، حزب الشعب الجمهوري المعارض، عن بدلته كدليل على أنه جاء من أجل الشعب التركي كله. وكانت خطوته الأخرى حين أدى صلاة الجمعة في مسجد "حاجي بايرام" بالعاصمة أنقرة، وكشف عن بيانه الانتخابي، أمام مقر أول برلمان للبلاد (دخل الخدمة بين عامي 1920-1924)، محاولة منه لطمأنة المتدينين والإسلاميين وتحفيزهم على التصويت له. و في عام 2013 انتقد "حزب العدالة والتنمية " الحاكم على الطريقة التي سيس من خلالها الحجاب لأغراض انتخابية. ولكنه وجه الانتقاد ذاته لأحزاب المعارضة العلمانية وفي مقدمتها الحزب الذي ينتمي إليه. وقد أقر اينجه أمام نواب البرلمان أن أخته محجبة وأنه من الضروري أن تحترم الأحزاب العلمانية الخيارات الشخصية المتصلة بالإيمان. وعد إينجه ببيع القصر الرئاسي الذي أقام فيه الرئيس التركي في أنقرة وأصبحت وسائل الإعلام العالمية تصفه ب " قصر السلطان" في إشارة إلى الطريقة التي يحكم من خلالها الرئيس التركي الحالي البلاد كما لو كان بحق سلطانا وإلى فخامة هذا القصر وتكلفة بنائه المرتفعة والتي قاربت نصف مليار يورو. وقد وعد محرم اينجه بإعادة أموال بيع القصر إلى خزينة الدولة أو بتحويله إلى " معبد للمعرفة". كما ضم برنامج الانتخابي العمل على تعزيز العلاقات مع اليونان، ليس بسبب أصوله التي تعود إلى أسرة هاجرت من اليونان إلى تركيا بل انطلاقا من قناعة لديه بأن التوتر بين البلدان التي تقوم بينها حدود مشتركة عائق كبير من عوائق التنمية المحلية. وكانت الهيئة العليا للانتخابات التركية أعلنت عن القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة التركية وهما الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان، ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض محرم إينجه، ومرشحة حزب الخير أو الحزب الصالح ميرال أكشينار، بالإضافة إلى دوجو برينجيك رئيس حزب الوطن، وصلاح الدين ديميرتاش، مرشح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.