أطلقت منظمة الصحة العالمية الحملة العالمية لأسبوع التمنيع العالمي لهذا العام، الذي يجرى الاحتفال به في الفترة من 24 إلى 30 أبريل، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على أن حماية المجتمعات المحلية بأسرها باللقاحات التي تعد حماية للجميع، ومن ثمَّ فإن موضوع حملة هذا العام هو «جميعنا محميون؛ اللقاحات تحقِّق الغرض منها». والتمنيع هو أحد التدخلات الصحية الأكثر نجاحًا وفعالية من حيث التكاليف حيث تُظهر الدراسات أن كل دولار أمريكي واحد يُنفَق على تمنيع الأطفال يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية تبلغ قيمتها 44 دولارًا أمريكيًا. واشارت المنظمة الي ان التمنيع يحمي الجميع - من الرضع حتى كبار السن - من الأمراض المعوّقة والعجز والوفاة بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات حيث يجني المراهقون والبالغون على نحو متزايد فوائد التطعيم ضد الأمراض التي تهدِّد الحياة، مثل التهاب الكبد، والإنفلونزا، والتهاب السحايا، والسرطان، التي تحدث في مرحلة البلوغ. وبينت المنظمة ان التمنيع يقي كل عام من حوالي 3 ملايين حالة وفاة بسبب الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي والحصبة في جميع الفئات العمرية. وكشفت المنظمة انه من المتوقَّع أن تحول زيادة التغطية باللقاحات في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل بحلول عام 2030 دون أن يقع 24مليون شخص في براثن الفقر بسبب النفقات الصحية. واضافت: "ولما كان العالم يحتفي بأسبوع التمنيع العالمي، فإن الوقت مُواتٍ للنظر في بعض الإنجازات الكبيرة. فقد شهد العالم انخفاضًا في الوفيات الناجمة عن الإصابة بالحصبة بنسبة84% ما بين عامَي 2000 و2016بسبب التطعيم ضد الحصبة". واستطردت: "ونتيجة لحملات التمنيع المستمرة، انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال بأكثر من 99% منذ 1988، واليوم، لا يزال شلل الأطفال متوطنًا في 3 بلدان فقط (أفغانستان، ونيجيريا، وباكستان) بعد أن كان متوطنًا في أكثر من 125 بلدًا في 1988.وخلال 2016، تتلقَّى 116.5 مليون رضيع في جميع أنحاء العالم 3جرعات من اللقاح المضاد للدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي، وهو ما حماهم من هذه الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب المرض الشديد والعجز". والمحت المنظمة الي انه على الرغم من التقدُّم المحرَز في مجالات الحياة شتي الا ان التقديرات تشير إلى أن 19.5 مليون رضيع يفوتهم اليوم التطعيم بلقاحات أساسية، وتوقفت التغطية بالتطعيم عند 86%، دون أي تغييرات كبيرة خلال العام الماضي. وواشارت المنظمة الي انه وفي إقليم شرق المتوسط، يعيق الحجم والنطاق غير المسبوقين لحالات الطوارئ جهود التمنيع، ويضعان قيودًا على الحملات التي تهدف إلى إيصال اللقاحات، ولا سيَّما للسكان المحاصرين والنازحين، ولكن حافظت منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء على نطاق تغطية التمنيع ووسّعته عبر الإقليم. وبدوره قال الدكتور جواد المحجور، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالإنابة «نجحت عدة بلدان في الإقليم، منها بعض البلدان المتضررة من حالات الطوارئ في الحفاظ على برامج تمنيع قوية. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن التغطية بالجرعة الثالثة من لقاح الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي بلغت 80% في المتوسط على الصعيد الإقليمي. غير أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به، إذ تشير التقديرات، للأسف، إلى أن 3,7ملايين طفل فاتتهم الجرعة الثالثة من لقاح الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي في 2016، 92% منهم يعيشون في ستة بلدان متضررة من حالات الطوارئ ". واضاف: "ومما يبعث على التفاؤل أن الإقبال على اللقاحات الجديدة والتي تقل الاستفادة منها، مثل لقاح المستدمية النزفية من النمط "ب"، ولقاح الحصبة، ولقاح التهاب الكبد Bللرضع، ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري، ولقاح التهاب السحايا من النمط "أ"، يزداد يومًا بعد يوم عالميًا وفي الإقليم". وبمناسبة أسبوع التمنيع العالمي عام2018، اشادت المنظمة بالقائمين بالتطعيم في الخطوط الأمامية ودورهم في مكافحة الأمراض المميتة بما يضمن أن يظل الناس محميين حيث تعزز جهود العاملين الصحيين لزيادة التمنيع الأساس الذي ترتكز عليه الرعاية الصحية الأولية القوية، وهي السبيل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وذكرت المنظمة انه وفي2016 فقط، حصّن العاملون الصحيون أكثر من 62 مليون طفل في البلدان الأقل دخلًا في العالم، وهو ما يعادل أكثر من 185 مليون نقطة اتصال بين هؤلاء الأطفال ونظام الرعاية الصحية الأولية. وأعربت منظمة الصحة العالمية أيضًا عن تقديرها للجهات المانحة الدولية والإقليمية، داعية اياها إلى مواصلة الاستثمار في التمنيع واللقاحات باعتبارهما أحد التدخلات الصحية الأكثر فعالية من حيث التكاليف في العالم. وأكد الدكتور المحجور مرة أخرى على أن أسبوع التمنيع العالمي ينبغي أن يذكرنا جميعًا بمسؤوليتنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعميم فوائد التمنيع على الجميع، حيث يقول "تلتزم الحكومات الوطنية بالتمنيع، ويتوفر قدر كبير من الدعم للبلدان المستحقة للدعم من عدة شركاء، لا سيَّما التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع كما تتوفر الاستراتيجيات والأدوات اللازمة. فلننتهز هذه الفرص الكبيرة لنضاعف جهودنا، ونحقق أهداف التمنيع التي نرجوها".