أسدلت الولاياتالمتحدة رسميًا الستار على الحرب التي قادتها على العراق والتي دامت 9 سنوات باحتفال رمزي في نقطة عسكرية خارج واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جو بايدن ونائب وزير الدفاع أشتون كارتر ورئيس الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسي والقائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق لويد أوستن وعدد من قادة آخر القوات الأمريكية العائدة من العراق، جنبا إلى جنب مع العلم الذي مثل القوات الأمريكية في العراق. وأعرب الجنرال ديمبسي عن شكره للقوات وأسرهم على خدماتهم وتضحياتهم، وقال أشتون كارتر إن جهودهم أعطت الشعب العراقي "فجرا جديدا". وكانت آخر قافلة للجنود الأمريكيين قد غادرت العراق الأحد الماضي، منهية حربا أطاحت بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في ظل ديمقراطية هشة لا تزال تواجه المتمردين والانقسامات الطائفية. وينهي هذا الانسحاب للقوات الأمريكية حربا أودت بحياة حوالي 4500 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين، وكلفت مئات المليارات من الدولارات من أموال الحكومة الأمريكية.. ولا يبقى الآن في العراق سوي مئات من أفراد الأمن الأمريكيين بالسفارة الأمريكية في بغداد. ويتناقض هذا الانسحاب الهادئ مع بدء الحرب في مارس 2003، عندما شنت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضربات جوية على بغداد في إطار ما سمى بحملة "الصدمة والرعب" ضد صدام حسين.. ثم قامت القوات الأمريكية وقوات التحالف البرية باقتحام العراق من الكويت وأطاحت بنظام صدام في غضون أسابيع وأسرت صدام في نهاية العام. وقد زاد عدد القوات الأمريكية في ذروة الحرب عن 170 ألفا تمركزا في 500 قاعدة عسكرية، ووعدت الولاياتالمتحدة بالانسحاب قبل نهاية عام 2011 بموجب اتفاق مع العراق عام 2008 وقعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ونفذته إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما. وكان أوباما قد قال في حديث مع شبكة "إيه بي سي" الأمريكية الخميس الماضي إن وجود القوات الأمريكية في العراق "نجح" في إعطاء العراقيين فرصة لبناء مستقبل ناجح.. جدير بالذكر ان أوباما قد عارض حرب العراق عندما رشح نفسه للرئاسة وتعهد بوضع حد لها.. وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين يرون أن تلك الحرب استمرت لفترة طويلة جدا.