قال الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه يجب على المؤمن أن يحاسب نفسه ويراقبها ويقيمها على أحسن الأقوال. وأوضح «الحذيفي» خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي، أنه يجب أن يحاسب نفسه على الأفعال فيجاهدها بالعبادات والطاعات، ليأتي بها كاملة الإخلاص نقية سليمة من شوائب الابتداع والرياء والعجب بالعمل، مبتغيًا بعمله وجه الله والدار الآخرة، ويحاسب نفسه ليوقع العمل الصالح، ويفعله موافقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الالتزام بدوام العمل واستمراره بلا ردة ولا انقطاع. واستشهد بما قال الله تعالى : «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»، وقال تعالى «وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ»، وقال عز وجل: «إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ»، وقال تعالى: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم». ودلل بما جاء عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال : ( ما عالجت شيئًا أشدّ عليّ من نيتي لأنها تتقلب عليّ) وقال الفضل بن زياد : ( سألت الإمام أحمد عن النية في العمل، قلت : كيف النيّة ؟ قال : يعالج نفسه إذا أراد عملًا لا يريد به الناس)، وعن شدّاد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عله وسلم قال : «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدّق يرائي فقد أشرك» رواه أحمد في المسند والحاكم وزاد، وعليه الرياء يفسد الأعمال الصالحة ويحولها إلى شرك. وأضاف أن لهذا على المؤمن أن يحاسب نفسه في نطقه وكلامه فلا يطرق لسانه بالكلام في الباطل والمحرم في الألفاظ، وليتذكر أنه قد وكل به ملكان يكتبان كل ما نطق به لسان، وكل ما عمل من عمل، فيثاب على ذلك أو يعاقب، قال الله تعالى : «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ» وقال جل وعلا « مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».