أصدر المركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية تقريره الشهري حول أهم الفعاليات والأحداث التي نظمها المركز خلال شهر ديسمبر، والتي تناولت مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية. فقد أصدر المركز العديد من الأوراق البحثية حول مختلف الأوضاع ومستجداتها في المنطقة العربية بشكل عام وفي الشارع المصري بشكل خاص، وتصدرت القضية الفلسطينية اهتمامات المركز خلال تلك الفترة لا سيما مع التحركات التي أعلنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية برئاسة دونالد ترامب واعترافه بالقدسالشرقية عاصمة للكيان القائم بالاحتلال "إسرائيل". وعبر المركز عن إدانته الشديدة للعملية الإرهابية التي طالت كنيسة مارمينا بحلوان أمس، والتي تمثل استمرارا لمسلسل الإرهاب في استهداف المؤسسات والمنشآت الدينية ولا تفرق بين المسلمين والأقباط لأن جميعها تحركات تريد النيل من الدولة المصرية واستقرارها، مُشيدًا بقوة المواطنين ورجال الشرطة الذين تعاملوا مع الإرهابيين والتي تجسدت في ملحمة عبرت عن مدى مساندة الشعب المصري لقوات الشرطة ومؤسسات الدولة. وأشاد المركز المصري بدور خطيب المسجد المجاور للكنيسة والذي استطاع أن يمنع كارثة محققة على يد مجموعة من الإرهابيين، وذلك من خلال دعوته لجموع المواطنين لحماية الكنيسة، وهي النداءات التي تحرك على إثرها المواطنين وقوات الشرطة، مقدمًا تعازيه لأسر الشهداء. كما استعرض التقرير توصيات الندوة الشهرية التي عقدها المركز بالتعاون مع أمانة المجلس الأعلى للثقافة، في مقر الأمانة، والتي حاضر فيها السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، وحملت عنوان تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وحضرها اللواء هاني غنيم رئيس مجلس أمناء المركز المصري والدكتور محمود الجنايني، والمفكر الكبير إبراهيم نصر الدين والعديد من الباحثين والمفكرين. وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدسالشرقية يعد تعدي واضح على الحقوق الفلسطينية والمعاهدات والمواثيق الدولية التي أكدت أن القدسالشرقية عاصمة أبدية لفلسطين، واصفا القرار ب المتهور، كما أشار إلى أهمية وضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإتمام المصالحة بين ضلعي المقاومة (فتح وحماس) حتى تكتمل القوة المواجهة للتعديات التي تحدث بين الحين والآخر داخل الأراضي الفلسطينية. وأكد "حجازي" خلال كلمته في الندوة الشهرية للمركز، على الدور الريادي الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها صمام الأمان للدول العربية، مشيرًا إلى دورها الفعال في العديد من القضايا العربية خاصة في سوريا وليبيا إلى جانب دعمها الدائم للقضية الفلسطينية من خلال عملية السلام التي أقدمت مصر على طرحها وحازت على ترحيب دولي كبير. من جهته قال اللواء هاني غنيم، رئيس مجلس أمناء المركز المصري، إن المركز يعمل بشكل دائم على إقامة ندوات ثقافية ومعرفية تهدف إلى تعريف العامة بأهمية المراجعة الفكرية والارتباط الوطني خاصة في وقت تعاني منه العديد من البلدان من خطر التقسيم والترهيب تحت أطر عرقية وطائفية، مؤكدًا أن النسيج الوطني المصري عصي على أي خلخلة أو فتن. وأضاف غنيم، في بيان له نشر اليوم السبت، علينا أن نكون مدركين لحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية، خاصة وأنها مستهدفة من الداخل والخارج، وذلك بالترابط والتماسك بين صفوف المواطنين ملتفين حول قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة حتى نتمكن في النهاية من اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من جذوره، وحول تطورات الأوضاع بشأن القضية الفلسطينية، قال "إن القدسالشرقية هي العاصمة الأبدية لفلسطين وذلك وفقا لتاريخ ومعاهدات موثقة، والقرار الأخير للإدارة الأمريكية يعرقل مبادرة السلام الذي قدمتها مصر والتي لاقت قبول العديد من الدول، وذلك بالرغم من كونها محور الأحداث في الوطن العربي وحل العديد من المشكلات الإقليمية يتعلق مباشرة بحل القضية الفلسطينية.