حصل الكاتب الصحفي أسامة السعيد على درجة الدكتوراة في الصحافة من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن موضوع "صورة الإسلام السياسي في الصحافة العربية وانعكاسها على إتجاهات الجمهور في مرحلة الثورات العربية". أشرف على رسالة الدكتوراة الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وبمشاركة الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وشارك في مناقشتها الدكتوة ليلى عبد المجيد استاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة والدكتور محمد شومان. سعت الدراسة إلى رصد وتحليل صورة الإسلام السياسي في الصحافة العربية في مرحلة الثورات التي انطلقت عام 2010-2011، وما بعدها، من خلال تحليل المحتوى الكمي والكيفي لمضامين صحف العينة التي شملت (الشروق المصرية – الصباح التونسية- عين ليبيا الليبية- الشرق الأوسط اللندنية- القدس العربي اللندنية)، خلال الفترة بين عامي 2011-2014. كما تناولت الدراسة تحليل اتجاهات الجمهور العام المنتمي لثلاث دول عربية شهدت ثورات هي مصر وتونس وليبيا، وذلك للوقوف على اتجاهات هذا الجمهور نحو قوى الإسلام السياسي، والصورة الذهنية عن هذا التيار، ودور الصحافة في تشكيلها، وقد تم تطبيق استمارة الاستبيان على 450 مفردة، موزعة بالتساوي على مواطني الدول الثلاث، بواقع 150 مفردة لكل دولة. ولخصت الدراسة العديد من النتائج، سواء فيما يتعلق بتحليل المضامين الصحفية، أو اتجاهات الجمهور، نحو قوى الإسلام السياسي، ودور الصحف العربية في تشكيل الصورة الذهنية واتجاهات الجمهور إزاء تلك القوى. وتوصلت الدراسة للعديد من النتائج فيما يتعلق بتحليل صحف العينة، وأبرزها وضوح التأثير الكبير للواقع المحلي وتجربة كل دولة في مرحلة الثورات وما بعدها، على اتجاهات المعالجة الصحفية لقضايا الإسلام السياسي، فركزت صحيفة "الشروق" المصرية على قضايا الانفراد بالسلطة، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، والمخاوف من صعود التيارات الإسلامية، وكذلك دور الإعلام في الصراع السياسي، وهو ما يعكس طبيعة التجربة التي عاشتها مصر مع الإسلام السياسي في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011، ورغبة هذا التيار، وبخاصة جماعة "الإخوان المسلمين" في الاستحواذ على السلطة، والسيطرة على مفاصل الدولة، وحالة الانقسام السياسي والمجتمعي إزاء تلك الممارسات في هذه الفترة. كما ناقشت الدراسة صورة الإسلام السياسي التي اتسمت الصور المنسوبة لتيار الإسلام السياسي في صحف العينة بالسلبية الشديدة، ورغم تنوع الصور المنسوبة لتيار الإسلام السياسي في معالجات صحف الدراسة، ووجود توازن بين الصور السلبية التي بلغ عددها 14 صورة، والصور الإيجابية التي بلغ عددها 12 ، إلا أن الصور السلبية احتلت مواقع متقدمة في ترتيب الصور المقدمة في المضامين الصحفية عن مثيلاتها الإيجابية وهو ما يعني تركيز هذه الصحف على الصور السلبية، كما كانت تلك الصور الأكثر كثافة في التناول، بنسبة بلغت 68.6% من جملة الصفات الواردة حول الإسلام السياسي، مقابل 34.4% للصفات الإيجابية. وأظهرت الدراسة ارتفاع نسبة الحرص على متابعة المضامين الصحفية المتعلقة بالإسلام السياسي، فقد أشار(90.4%) من عينة المبحوثين إلى حرصهم "دائما" و"أحيانا" على متابعة ما ينشر عن الإسلام السياسي، منهم (50.8%) يحرصون على تلك المتابعة بشكل دائم. وتصدرت أهداف اكتشاف حقيقة تيار الإسلام السياسي والتعرف على أفكاره أبرز دوافع الجمهور لمتابعة ما ينشر عن هذا التيار، وهو ما يشير إلى حجم الانغلاق المعرفي الذي اتسم به هذا التيار، سواء لأسباب تتعلق بطبيعة العلاقة المتوترة بين مكوناته وبين الأنظمة السياسية الحاكمة في مرحلة ما قبل الثورات العربية، أو لأسباب تتعلق بتغليب الجماعات الإسلامية للاعتبارات الأمنية والتنظيمية على مسألة الانفتاح على المجتمع وبقية القوى السياسية والفكرية الأخرى.