أوضح الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني أن عودته إلى قطر غير آمنة في ظل السياسة القطرية الحالية، وأن جنسية الشيخ طالب بن شريم شيخ شمل قبائل آل مرة ستعود له. وقال آل ثاني خلال كلمته في الحفلة التي أقامها الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين لمناصرة الشيخ طالب بن شريم: «أقف أمامكم متضامنًا مع الشيخ طالب بن شريم المري ومع كل قطري فقد جنسيته ظلمًا أو حرم من حقوقه الأخرى أو تعرض للاعتقال أو الإقامة الجبرية، ومطالبًا بحقوقهم». يأتي ذلك في ظل لجوء السلطات القطرية إلى مواصلة استفزاز القبائل بعد قرار يقضي بسحب الجنسية من شيخ شمل قبائل الهواجر شافي ناصر حمود الهاجري ومجموعة من عائلته، فيما أوردت صحيفة لوبوان الفرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم أمر بسجن نحو 20 من أفراد أسرته. وفي الحفل الذي حضره قال ابن سحيم: جئت من باريس إلى هنا لأقول ستعود جنسية ابن شريم غصبًا. ودعا العالم للتعرف على الانتهاكات المتوالية التي قام بها النظام القطري ضد المواطنين القطريين غير القادرين على دخول بلادهم والذين بداخلها، مؤكدًا أنه واحد منهم. وأوضح أنه غادر قطر مرغمًا ولا يستطيع دخولها آمنًا، واصفًا الحال اليوم بأنه سحابة متبخرة ولنا الصولة والجولة. وتوافد الآلاف من قبيلتي «العجمان» و«يام» لمقر الحفلة التي دعا إليها الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين نيابة عن آل حثلين لمناصرة الشيخ طالب بن شريم وآل مرة في مركز «نطاع» بوادي العجمان مساء أمس (الجمعة). ودخلت أفخاذ القبيلتين جماعات لمقر الحفلة وسط عبارات الترحيب التي اشتهرت بها القبيلتين دعمًا لولاة الأمر في السعودية. وكان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، عبّر خلال الفترة الماضية عن دعمه لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، بعد أن تمادى النظام القطري في دعم الإرهاب والتآمر على دول المنطقة. إلى ذلك، واصلت السلطات القطرية سحب جنسيات عدد من مواطنيها، وجرى أمس تداول قرار يقضي بسحب الجنسية من الشيخ شافي ناصر حمود الهاجري، شيخ شمل قبيلة الهواجر، ومعه مجموعة من عائلته، وكان الشيخ شافي استنكر تصرفات الحكومة القطرية تجاه جيرانها في الخليج، مؤكدًا رفضه ما «تقوم به الدوحة من أعمال تهدد الأمن الداخلي لدول الخليج»، ويأتي القرار بعد أيام على سحب جنسية أمير قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم ومعه نحو 55 من أفراد أسرته. وقال المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني إن السعودية «أنهت علاقتها مع سلطة قطر بتسريح بإحسان، والعلاقة مع هذه السلطة ليست زواجًا كاثوليكيًا، وسيبقى شعب قطر الأبي في عين السعودية حكومة وشعبًا». وأضاف القحطاني في تغريدات له عبر حسابه في «تويتر» أمس: «من جنون تنظيم الحمدين أنه يفاخر بسحب جنسية ابن شريم وابن شافي، ويجنس الإسرائيليين والإيرانيين، ثم يحدثك عن العروبة والإسلام! شيزوفرينيا». وفي باريس، قالت مجلة لوبوان الفرنسية أمس، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «أمر شخصيًا بسجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة في البلاد، عقابًا لهم على مواقفهم الداعمة لدول المقاطعة، وجهرهم بعدم رضاهم عن السياسة المتبعة من الأمير وحكومته». ونقلت المجلة، واسعة الانتشار، في تقرير نشرته أمس، بعنوان: «أمير قطر أمر بالزج بأفراد من عائلته الحاكمة في السجن»، عن جان بيار مارونغي رجل أعمال فرنسي، يترأس مجلس إدارة شركة فرنسية للإدارة والتكوين، قوله إنه «أثناء اعتقاله في الدوحة بتهمة إصدار شيك من دون رصيد، والتي لم يرتكبها أبدًا، مستغربًا اعتقال الشرطة القطرية له ترضية لرجل أعمال قطري، التقى في السجن نحو 20 من أفراد العائلة الحاكمة في قطر، أخبروه بأنهم سجنوا بأمر من أمير البلاد، عقابًا على مواقفهم الداعمة لدول المقاطعة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية». وأضاف «أن السجناء القطريين طلبوا منه إيصال صوتهم وقضيتهم إلى الخارج حين يتم إطلاق سراحه، مؤكدين له أنهم معتقلون بسبب مواقفهم المختلفة مع النظام القطري، وتوافقهم مع مواقف دول المقاطعة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية». وأكد رجل الأعمال الفرنسي أن السجن يعاني من ظروف صحية متدهورة جدًا بسبب الإهمال وانتشار الحشرات، إضافة إلى وجود مجرمين يمارسون الترهيب على السجناء. إلى ذلك، طالب «المرصد الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان أمس، السلطات القطرية «بإجراء المزيد من الإصلاحات والمراجعات للتشريعات القانونية التي تنظم حقوق العمال الوافدين إلى قطر وتضمن حقوقهم». وأكد «المرصد» في بيان له، بعد انتقادات حقوقية وجهت إلى الدوحة، أن «التغييرات، التي أعلنت عنها قطر أخيرًا بشأن حقوق العمال، ما زالت دون المطلوب وينبغي إجراء مزيد من التعديلات للتوافق مع حقوق الإنسان ولا سيما الحقوق العمالية».