أعلنت السلطات السعودية حالة الإستنفار القصوى من خلال الدفاع بأكثر من 300 ألف موظف ما بين مدني وعسكري لتسيير أعمال الحج ، وخدمة ما يزيد على مليونين و600 ألف حاج. وتعمل الغالبية العظمى من هؤلاء الموظفين ، في أربعة قطاعات ، تمثل في مجموعها محور أعمال الحج ، وهي : الأمن والسلامة والصحة والخدمات العامة والتوعية الدينية. وبحسب تقرير بثته وكالة الأنباء الإسلامية "اينا" التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ، فان الحكومة السعودية دفعت بنحو 100 ألف رجل أمن للمشاركة في تنفيذ خطط أمن الحج والمحافظة على سلامة وأمن الحجاج. كما انتشرت عناصر الأمن في مختلف المواقع التي تشهد كثافة عالية من الحجاج كالمسجد الحرام ومنشأة الجمرات في منى ، ومسجد نمرة وجبل الرحمة في عرفات ، إضافة إلى شبكة الطرق الرابطة بين المشاعر والجمرات وحتى المسجد الحرام. وعلى مستوى السلامة نشرت الحكومة أكثر من 17 ألف ضابط وفرد من عناصر الدفاع المدني لضبط جميع الإحترازات الأمنية المتعلقة بسلامة الحجاج. ويعمل عناصر الدفاع المدني في 60 مركزا بمكة والمشاعر لإنجاز المهام الوقائية المتعلقة بإتمام كافة الترتيبات للحفاظ على سلامة الحجيج ، ومواجهة كافة المخاطر المحتملة من خلال نشر فرق المسح الوقائي لمتابعة جميع الأعمال في المشاعر المقدسة. ويستعين الدفاع المدني بأحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج في الحرم والمشاعر المقدسة. ونشر الدفاع المدني مجموعة من الفرق المتخصصة في مجالات المراقبة والرصد والإنقاذ والإٍسعاف والإخلاء للتدخل عند أي طارئ وتفكيك الكتل البشرية وإعادة توزيعها في المسارات المخصصة منعًا لأي تدافع. كما تنشط فرق الدفاع المدني في رصد الملوثات الهوائية والانبعاثات الكربونية والإشعاعية في المشاعر المقدسة ، باستخدام أحدث أجهزة الرصد التي تعطي قراءات عالية الدقة. وعلى مستوى الصحة ، نشرت الحكومة السعودية 30 ألف طبيب وممارس صحي للعناية بصحة الحجيج الذين يعملون في أيام الحج على مستويين : الأول مستوى ثابت ، حيث تعمل الغالبية العظمى منهم في 17 مستشفى و135 مركزا صحيا موزعة في أنحاء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة للتعاطي مع الحالات الطارئة للحجاج. وأما المستوى الثاني ، حيث يتجول الأطباء السعوديون بمكة والمشاعر المقدسة تبعا لحركة الحجاج ، في 100 فرقة ميدانية مجهزة بأحدث الخدمات الطبية لتقديم الرعاية الصحة للحجاج في أماكن وجودهم. وإلى جانب هؤلاء يعمل نحو 2600 من عناصر الهلال الأحمر السعودي ما بين طبيب وفني في 133 مركزا إسعافيا موزعة بين مكة والمشاعر المقدسة. ويدعم هؤلاء المسعفون الميدانيون 25 فريقا للاستجابة المتقدمة ، إضافة إلى 60 فرقة إسعافية تابعة لمركز الإسناد والطوارئ في الهلال الأحمر ، و500 متطوع من الذكور والإناث لتقديم الخدمة في منطقة الحرم المكي ومشعر عرفات ، كما يدعمهم الإسعاف الجوي الذي يباشر مهامه هذا العام بواسطة 4 طائرات مروحية مجهزة. وينشط أكثر من 80 ألف موظف في تقديم الخدمات اللوجستية للحجاج كالنقل والإسكان والاتصالات والشحن والإعاشة ، إضافة إلى الأعمال المتعلقة بنظافة وصيانة المشاعر المقدسة ومرافقها. ففي مجال استقبال الحجاج ، يعمل أكثر من 4470 من موظفي الجوازات في تجهيز وتهيئة المنافذ لاستقبال الحجاج بمنافذ المملكة والترحيب بهم وإنهاء إجراءاتهم مرورًا بمتابعتهم في مؤسسات الطوافة القادمين عليها. أما في مجال النقل فيعمل أكثر من 32 ألفا و800 موظف في عمليات نقل الحجاج بالحافلات في مكة والمشاعر المقدسة ، ويسير هؤلاء الموظفون أكثر من 18 ألف حافلة ، ما بين سائقين ومرشدين وفنيين. كما يعمل نحو 3633 موظفا تابعين لوزارة الحج والعمرة في الإشراف على استقبال الحجاج في منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية وإنهاء إجراءاتهم، والإشراف على نقل الحجاج بين مدن الحج (مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، جدة) وكذلك المشاعر المقدسة، ومتابعة الخدمات المقدمة للحجاج من سكن وإعاشة في أماكن وجودهم. أما في مجال الاتصالات فيعمل 3743 موظفا في تقديم خدمات الاتصالات وتقنية والمعلومات للحجاج ، وعلى مستوى خدمات البريد والشحن، يعمل أكثر من 550 موظفًا من مؤسسة البريد السعودي في 28 مكتبا بريديا بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، بمساندة 150 سيارة و71 دراجة نارية. ويعمل موظفو البريد على مدار الساعة طيلة أيام الحج لتقديم خدمة "طرود الحاج" الهادفة إلى الحد من الأوزان الإضافية، التي يضطر الحاج لحملها أثناء تنقله. كما تشمل الخدمات التي يقدمها موظفو البريد خدمة بيع سندات الهدي والأضاحي في الحج بالتعاون مع مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، عبر نقاط البيع في جميع مكاتب البريد المنتشرة في أرجاء المملكة أو الأكشاك المؤقتة في مكةوالمدينة والمشاعر المقدسة. وفي مجال النظافة والصيانة، نشرت الحكومة السعودية أكثر من 23 ألف فرد ما بين مهندس وإداري وموظف وعامل، لتعزيز النظافة العامة، وتجميع ونقل النفايات والتخلص منها، للمحافظة على مستويات عالية من الإصحاح البيئي في مكة والمشاعر المقدسة. وإلى جانب هؤلاء يعمل أكثر من 14 ألف موظف تابعين لهيئة تطوير مكة في تأهيل المشاعر المقدسة ، ويستعين هؤلاء الموظفون ب488 آلية لصيانة منحدرات المشاة في المشاعر وتظليلها والإشراف على عمليات تلطيف الأجواء داخل المشاعر عبر أجهزة الرذاذ المنتشرة في جميع الممرات والطرق، إضافة إلى تشغيل وصيانة قطار المشاعر. وفي مجال التوعية الدينية ، تقوم وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية ، بتوعية الحجاج عبر أكثر من 3 آلاف و380 موظفا وداعية. وينتشر هؤلاء في أكثر من 130 مكتبا لتقديم خدمات الإفتاء والإرشاد، بمختلف اللغات. وخصصت إمارة منطقة المكرمة أكثر من 200 مشرف ميداني للتنسيق مع الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن ، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج.