أقوى حركة متمردة بالمكسيك تعلن انتهاء ثورتها المسلحة بعد عقود من الدماء

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حركة "زاباتيستا" التي تعتبر أقوى حركة سياسية متمردة في المكسيك منذ 100 عام، أعلنت انتهاء ثورتها المسلحة بعد عقود من معارضة الحكومة، مبررة ذلك بأن المكسيك أصبحت منهكة بسبب أعمال العنف ولا تتحمل أكثر من ذلك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية -في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأحد- إلى أن قرار الحركة يعد تعليقا حرجا على وضع المكسيك حاليا، حيث لم يصل متمردو الحركة إلى اتفاق سلام مع الحكومة، وفي الوقت نفسه لم تصل الحركة إلى هدفها التي حاربت من أجله لسنوات، لافتة إلى ارتفاع عدد القتلى في المكسيك خلال الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، ربما قد يكون سبب إعلان "زاباتيستا" إنهاء ثورتها المسلحة وابتعادها عن العنف.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان وقوف "القائد ماركوس"، زعيم الحركة الذي أصبح ظاهرة عالمية عام 1994 عقب اقتحام عناصر الحركة لمدن ولاية تشياباس، على إحدى المنصات خلف العديد من مقاتلي الحركة ومؤيديه، وانسحابه من على المنصة عقب تصريحات نارية أطلقها بشأن عدم المساواة والثورة المسلحة، وسط هتافات من مؤيديه، مشيرة إلى أنه بالرغم من ذلك تعلن الحركة وقف العنف، مبررة ذلك بأن المكسيك لا تحتمل أكثر من ذلك.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن المكسيك عانت من موجات العنف لفترات طويلة، وأسفرت أعمال العنف خلال عقود عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص واعتبار أكثر من 30 ألف آخرين من المفقودين، خلال حربها الطويلة ضد المخدرات.
من جانبها، رحبت الحكومة المكسيكة بأية مبادرات سياسية أو تصريحات بما يسهم في ارساء ديمقراطية أقوى.
يذكر أن العالم قد تفاجأ في عام 1994، بظهور ما يسمى ب"جيش زباتيستا للتحرير الوطني"، وذاع صيت الحركة بعد انبهار وسائل الإعلام بصورة شاب (القائد ماركوس) الذى يمتطي فرسا في أدغال ولاية تشياباس بجنوب المكسيك ويخفي وجهه بلثام على شاكلة رعاة البقر.
وهاجمت عناصر حركة زباتيستا العديد من مدن ولاية تشياباس، رافعين شعارا مركزيا يتضمن مطالب الديمقراطية والحرية واستعادة الأراضي والعدالة للسكان الأصليين.