نبيل العربي: علاقتنا مع أمريكا الجنوبية تاريخية..وسنتمكن من الدفاع عن مصالحنا المشتركة

أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية على أن علاقات العالم العربي مع منطقة أمريكا اللاتينية و في مقدمتها دول أمريكا الجنوبية ليست وليدة اللحظة، وإنما تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، وهي نابعة من الموروث الثقافي الذي تشكل ملامحه الحضارة المشتركة بالأندلس
ويحضرني في هذا المقام الاشارة إلى ما تضمنه كتاب صديقي الراحل السفير خايمي كاثيريس من بيرو حول الحضارة الأندلسية في البيرو حيث يتحدث فيه عن مدى التلاحم والانصهار والتواصل بين الثقافتين في كل من العالم العربي وأمريكا الجنوبية، والتي تتواصل وتجدد مع الزمن دون انقطاع .
جاء ذلك خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للقمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التى عقدت اليوم الثلاثاء فى عاصمة بيرو ليما.
ودون الغوص في أعمال التاريخ فإن الدليل على عمق الروابط بين منطقتينا يبقى شاهداً وقائماً بذاته في الوجود العريض للمواطنين اللاتينيين ذوي الأصول العربية، والذين هاجر آباؤهم الأوائل إلى بلاد أمريكا اللاتينية من بلاد المشرق العربي لاسيما بلاد الشام، هذه الشريحة الهامة من مواطني أمريكا الجنوبية يجسدون بأنفسهم قاسماً مشتركاً بين حضارتينا وتراثنا الثقافي والفكري وجسرا للتواصل بين المنطقتين ونحن نفخر بهم وبإنجازاتهم ومساهمتهم.
ان دول أمريكا الجنوبية و الدول العربية لديها تاريخ ناصع أثرى البشرية على مر السنين، فلدينا اثار تاريخية و فنية نادرة، و للأسف في عصور الاستعمار والاستغلال تم النهب الكثير فيها ونجدها معروضة في مختلف متاحف العالم اليوم. و قد تنبه المجتمع الدولي لأهمية تأكيد سيادة الدول والشعوب على مواردها الطبيعية منذ ستينيات القرن الماضى، و صدرت بالفعل قرارات هامة ، كما أبرمت منظمة اليونسكو اتفاقية عام 1970 في هذا الشأن ، و قد ازف الوقت الآن للعمل على تحديث هذه الاتفاقية بما يحمي مصالح الدول النامية .
إن هذه الشراكة ستمكننا من الدفاع عن مصالحنا المشتركة وتقوية مركزنا في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه عالمنا اليوم مثل الازمات الاقتصادية والمالية واحكام سبل التنسيق لمعالجة مختلف الأزمات والنزاعات التي تهدد منطقتينا، والتعامل مع الكوارث البيئية والمناخية التي طرأت على عالمنا.