قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن ما لا يقل عن سبعة متشددين قتلوا خلال غارة نفذتها قوات أمريكية خاصة على مجمع لتنظيم القاعدة في اليمن صباح اليوم الثلاثاء في أعمق توغل للولايات المتحدة في البلاد لاستهداف القاعدة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكابتن جيف ديفيز للصحفيين في واشنطن إن عددا من الجنود الأمريكيين أصيبوا لكن إصاباتهم ليست خطيرة بشكل يتطلب إجلاء طبيا. وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها الولاياتالمتحدة غارة في محافظة مأرب وأنه جرى استدعاء طائرة عسكرية من طراز إيه سي-130 بعد اندلاع معركة بالأسلحة. وقال ديفيز "هدف هذه الغارة هو تعطيل عمليات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وأكد مصدران من قبائل محلية وقوع غارة في محافظة مأرب بوسط البلاد التي تسيطر عليها قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من الغرب لكنهم قالوا إن خمسة أشخاص قتلوا بينما أصيب ستة آخرون كلهم من ذات القبيلة. وكانت هذه أحدث عملية تنفذها القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وحكومة هادي التي تدعمها السعودية لتوسيع نطاق نفوذه في البلد الفقير. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن متشددي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قُتلوا "بنيران أسلحة صغيرة وضربات جوية بذخائر دقيقة التوجيه" في محافظة مأرب بدعم من الحكومة اليمنية. وأضاف البيان "توفر مثل هذه الغارات فهما لوضع وقدرات ونوايا تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب بما يسمح لنا بمواصلة ملاحقته وتعطيله وإضعافه". وقال مسؤولان أمريكيان طلبا عدم نشر اسميهما لرويترز بشكل منفصل إن الغارة نفذت على بعد ما بين 40 و 45 كيلومترا شمالي منطقة أخرى نفذت فيها الولاياتالمتحدة غارة في أواخر يناير كانون الثاني. وذكر مصدران في مأرب أن الهجوم بدأ بضربة من طائرة بدون طيار على منزل في المحافظة قرب الحدود مع محافظة البيضاء أعقبها إطلاق نيران مدافع آلية من طائرات هليكوبتر كانت تحلق على ارتفاع منخفض. وأضاف المصدران أن خمسة من قبيلة المرادي وهي أكبر قبيلة في مأرب لاقوا حتفهم في العملية بينما أصيب ستة آخرون. وقالا إن القتلى والمصابين مدنيون. وقال ديفيز إنه حتى هذه اللحظة لا يوجد مؤشر موثوق به على وقوع قتلى أو مصابين مدنيين في الغارة. كان البيت الأبيض ومسؤولون أمريكيون آخرون قد أشادوا بغارة يناير كانون الثاني والتي كانت الأولى من نوعها التي يجيزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكن منتقدين شككوا في قيمة العملية بعد مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الأمريكية. وقتل في الغارة أيضا نساء وأطفال إلى جانب عدد من المتشددين. ونفذ الجيش الأمريكي أكثر من 80 ضربة في اليمن ضد متشددي القاعدة منذ فبراير.