تداعيات حوار الرئيس مرسي للتليفزيون المصري تحتاج لأكثر من وقفة..فالمذيع كان وجهاً جديداً على المشاهدين، واختيار رئيس قطاع الأخبار له لإجراء الحوار يستحق التساؤل، خاصة وأنه هو نفسه معد الحوار، في الوقت الذي رأى فيه كثيرون أن هناك مذيعين آخرين أكثر خبرة ودراية ووجوه تليفزيونية لامعة، و كانوا أحق بأول حوار للرئيس مع التليفزيون الرسمي بعد نحو ثلاثة شهور من توليه الرئاسة. والوقفة الثانية مع زملاء المذيع محمد سليمان في قناة النيل للأخبار، والذين أعربوا عن استيائهم من اختياره، ووصل الأمر إلى حد الهجوم والتجريح من قبل زميل له ومخرج بنفس القناة اسمه علاء فياض ، هاجم سليمان في الصحف والمواقع والاليكترونية واتهم من اختاره بالابتعاد عن الموضوعية واللجوء لل"الكوسة" والمحسوبية"، وهو ما دفع الأخير للرد بأن التقارير المصورة التي كان يقدمها من ميدان التحرير أثناء ثورة يناير أبلغ دليل على أنه جدير بإجراء هذا الحوار، وأنه ليس خاوي اليدين من الخبرة التليفزيونية التي تؤهله لإجراء حوار رفيع على هذا المستوى. والوقفة الثالثة مع التليفزيون نفسه الذي لم يحسن انتهاز هذه الفرصة إعلامياً وإعلانياً ، كما كانت تفعل قنوات فضائية منافسة ،عندما كانت تجري حوارات مع المرشحين للرئاسة ، رغم أنها لم تحظ بفرصة هذا الانفراد الحصري بأول حوار تليفزيوني مع الرئيس بعد توليه المنصب، وكان المتصور أن يستعيد التليفزيون الحكومي ما فقده من إعلانات ومعلنين على حس هذا الحوار. أما المستوى الفني للحلقة، فهو بالفعل محل تساؤل آخر، لأن تصويرها جاء تقليديا للغاية، والوقفات والفواصل خلاله كانت تفتقد إلى عناصر التشويق والقدرة على جذب المشاهدين، وكان المفترض بالفعل أن يقوم أحد مخرجي التليفزيون المميزين بتصوير تلك الحلقة. وصحيح أن المذيع محمد سليمان وفريق العمل بالحلقة قد اجتهدوا كثيراً في طرح القضايا التي تشغل الناس على الرئيس..لكن مستوى الأداء بشكل عام كان أقل من الحدث.