قال الكاتب الأمريكي والمعلق في صحيفة "واشنطن بوست" جوش روجين، إن الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون في محافظة ادلب بشمال سوريا، والذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانتقام بشن ضربة جوية، كان طلقة الاستهلال لما يمكن أن تكون معركة ملحمية نهائية تحدد مستقبل سوريا، وإنه بينما تجلى هذا الصراع في ادلب، أصبحت الولاياتالمتحدة أمام دور حاسم عليها أن تلعبه. وأضاف روجين –في مقاله الذي نشرته الصحيفة على موقعها الالكتروني اليوم الأثنين- أن إدارة ترامب، في الأشهر الأولى من توليها الحكم، ركزت في المقام الأول على محاربة تنظيم داعش داخل وحول مدينة الرقة؛ حيث تقدم المقاتلون الأكراد والعرب المدعومون من الولاياتالمتحدةوتركيا ببطء تجاه عاصمة الخلافة المزعومة للتنظيم الارهابي.وفي غضون ذلك، غضت واشنطن الطرف عن إدلب، حيث يحتشد معظم المعارضين السوريين ويستعدون للقتال الوجودي من أجل بقاء الثورة. وأردف :"أن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، والرئيس الحالي للجنة المفاوضات العليا للمعارضة، أخبرني أن هناك عشرات الالاف من مقاتلي المعارضة ومئات الالاف من المدنيين النازحين يتزاحمون في إدلب،وهذا الأمر هو نتاج لإستراتيجية الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ سنوات لتجميع جميع أعدائه- بمن فيهم المعارضون المدعومون من جانب واشنطن والجهاديون- في مكان واحد". وفي هذا الشأن، قال حجاب:"إن خطة الأسد تقوم على تجميع جميع المقاتلين، ودفعهم بعيدا عن مدنهم وجعلهم يتجمعون في إدلب لغرض في نفسه...فخطة الأسد هي لحث المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة على قتل هؤلاء الناس". وأشار روجين إلى أن الولاياتالمتحدة كانت تنفذ ضربات محدودة ضد فرع تنظيم القاعدة في إدلب، والمعروف حاليا باسم جبهة فتح الشام، التي لها وجود مهم على الأرض.وفي غضون ذلك،أوقفت الإدارة الأمريكية جميع مساعداتها إلى الجماعات المعتدلة التي تحارب في إدلب، وفقا لحجاب، مما جعلها في وضع غير موات لأنها تكافح من أجل الحفاظ على المصداقية بين السكان المحليين. بدورها، حذرت جماعات الاغاثة الدولية من أن ما يصل إلى 5ر1 مليون مدني قد يواجهون كارثة انسانية في إدلب في حال شن نظام الأسد قصفا على المحافظة على المدى البعيد،مما قد يتسبب في تدفق كبير للاجئين إلى تركيا وأوروبا ومن ثم توسيع رقعة الدمار والمعاناة على نطاق أكبر بكثير مما كان ينظر إليه خلال حصار العام الماضي في حلب. وقال روجين :"إن الجيش السوري، ونظرا لإجهاده الشديد بعد 6 أعوام من الحرب، لا يستطيع استرداد إدلب بالوسائل التقليدية.ولهذا يستخدم الأسد أسلحة الارهاب، مثل غاز الاعصاب، من أجل كسر ارادة المدنيين من قبل أن تبدأ المعركة.وعندما تبدأ الحرب البرية، تستعد قوات الميليشيا الشيعية ومقاتلو حزب الله والمرتزقة الأفغان وجنود الحرس الثوري الإيراني بدعم من سلاح الجو الروسي من أجل الانتقام من خصوم النظام". وتابع:"بالرغم من المخاطر والتحديات،يظل أفضل خيار أمام الولاياتالمتحدة متمثلا في إعادة الانخراط مع جماعات المعارضة على الأرض والتي تتفق بشكل وثيق مع أهداف الولاياتالمتحدة ومنحهم المال والسلاح والتدريب اللازم للدفاع عن المدنيين السوريين من الهجوم القادم. وفقا لما ذكره فريدريك هوف المسئول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ويعمل حاليا في مجلس الأطلسي". ورأى روجين أن القيام بذلك لن ينقذ فقط حياة المدنيين السوريين، ولكن سوف يرفع أيضا من تكلفة الأسد وروسيا وإيران لتدمير إدلب.لافتا إلى أنه في حال أمدت الولاياتالمتحدة المعارضين بقدرات مضادة للطائرات، مثل منظومات الدفاع الجوي المحمولة، فإن موسكو سوف تفكر مرتين قبل قصف المستشفيات والمدارس والتي يعتمد عليها السكان في إدلب في التمتع بمظهر من مظاهر الحياة الطبيعية. وختم الكاتب الأمريكي:"إن الولاياتالمتحدة لها مصلحة في منع الأسد من تحقيق هدفه المبدئي، وهو اجبار المجتمع الدولي على الاختيار بين دعم حكومته أو الوقوف إلى جانب المتطرفين، وقد اعترفت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأن ذلك لا مفر منه، ولكنها أساءت إدارة برامجها لدعم المعارضة السورية بدرجة أنها أدت إلى نتائج عكسية".