قال الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية – إن الإسلام لديه منظومة كبيرة للعناية بالإنسان واليتيم جزء مهم من هذه المنظومة، مضيفًا أن من حق اليتيم ألا نقهره ولا نشعره بأي نوع من أنواع القهر. وأوضح، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "من ماسبيرو"، في حلقة خاصة عن "حقوق اليتيم في الإسلام" أن العطف على اليتيم يشعره بأنه وسط أهله وأنه لم يفقد أيًّا من ذويه؛ في إشارة منا على أننا نقول له نحن أهلك، منوها أن تخصيص يوم للاحتفال باليتيم في الأول من أبريل، أمر مهم لكن يجب ألا يقتصر على أبريل فقط بل علينا أن نشعر اليتيم بوجودنا ليس في إبريل فقط بل في كل أيام العام. وأكد أن اليتيم هو من مات أبوه ولم يبلغ بعد، مؤكدًا أن دور الأب لا شك كبير وفقده يترك مساحة كبيرة يجب أن نملأها بالعطف والحنان على اليتيم، موضحا أن الإسلام أولى اليتيم عناية خاصة، ويدخل في ذلك مجهولو النسب، أو من يسمون باللقطاء، فباب اللقيط في الفقه له مساحة كبيرة ومهمة، مشددًا على ضرورة أن يعكف الدارسون على إفراد دراسة واقعية وميدانية في هذا الباب. وأضاف أن اليتيم اللقيط الذي لا نسب له ولا مأوى له لا بد أن تبذل جهودا كبيرة لرعايتهم لأن عدم رعايتهم سيكون له آثار سلبية عليهم وعلى المجتمع في المستقبل، مؤكدًا أن اللقيط يحتاج لرعاية أشد من اليتيم. وأكد المفتي أن أموال الأيتام يجب أن تنمى ولا تترك لتأكلها الصدقة، مطالبًا القائمين على أموال الأيتام بالاتِّجار فيها وتنميتها وعدم تركها لتأكلها الصدقة، مشددًا على أن يكون القائمون على هذه الأموال خبراء في إدارة هذه الأموال. وطالب مفتي الجمهورية القائمين على أموال الأيتام بأن يتعاملوا مع هذه الأموال معاملة حسنة، وعليهم أن يدربوا الأيتام على التعاملات المالية قبل أن يدفعوا إليهم أموالهم، وعلى كيفية التصرف في هذه الأموال نصرف العقلاء مؤكدًا على أن هذا حق من حقوق اليتيم. وعن كفالة الأيتام أكد مفتي الجمهورية أنها مسئولية المجتمع فهو مطالب برعاية اليتيم، مشيرًا إلى أن دور الأيتام تقوم بدور مهم وكبير في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن بعضًا من جمعيات ودور الأيتام بها جزء من المخالفات في حق الأيتام وعليهم أن يتجنبوا هذه المخالفات حتى لا تترك أثرًا في نفس الطفل يحمله في كبره على أن يكون ناقمًا وساخطًا على المجتمع. وطالب مفتي الجمهورية بضرورة وضع برامج تربوية في دور الأيتام ومجهولي النسب يقوم عليها متخصصون من أصحاب الكفاءات، لأنهم منوط بهم بناء الإنسان، ويعد هذا نوعًا من التكافل الذي حث عليه الإسلام، ومن ثم سيخرج جيل لديه انتماء للوطن وللإنسان.