كشفت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج" بوست الصينية اليوم أن ثاني حاملة طائرات صينية، والتي تعد أول حاملة طائرات تقوم الصين حاليا بتصنيعها محليا، سيتم تمركزها فى منطقة قريبة من بحر الصين الجنوبى وهو الممر المائى الاستراتيجى الهام الذى تمر به سنويا تجارة دولية تتخطى قيمتها الخمسة تريليونات دولار. وقالت الصحيفة، نقلا عن أحد المواقع الإلكترونية التابعة لصحيفة الشعب اليومية والتي تعتبر الناطق بلسان الحزب الشيوعى الصينى الحاكم، إن السبب فس اختيار بحر الصين الجنوبي ليكون نقطة تمركز حاملة الطائرات الجديدة، التى بدأت الصين ببناءها منذ عام 2014، يعود الى الحاجة الى دعم قدرات البلاد العسكرية واستعدادها للتعامل مع أي أوضاع معقدة في المنطقة التي تتنازع الصين مع عدد من جيرانها على ملكية بعض الجزر الموجودة بها. وأكدت الصحيفة أنه لم يتم حتى الآن الإفصاح عن معلومات دقيقة ومحددة عن الموقع الذى سيكون بمثابة القاعدة لتمركز الحاملة، التي من المتوقع أن يكتمل بناءها وتدخل الخدمة بحلول عام 2020، والتي لم تستقر بكين حتى الآن على الاسم المناسب لها وإن كان من المرجح ان يكون "شاندونغ" وهو اسم المقاطعة الصينية الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد. جدير بالذكر أن حاملة الطائرات "لياونينغ" الوحيدة التى تمتلكها الصين حاليا، كانت قد قامت في أواخر العام الماضي بأول مناورات لها بالذخيرة الحية فى أعالى البحار وذلك فى غرب المحيط الهادئ كما أجرت كذلك جدولا مكثفا للتدريبات التي تضمنت الإبحار عبر بحر بوهاي والبحر الأصفر وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي والمرور عبر مضايق مياكاتو وباشي وتايوان، وهو الأمر الذى أثار الكثير من الضجة بسبب مخاوف بعض البلدان تتقدمهم الولاياتالمتحدة واليابان من رغبة الصين فى توسيع نفوذها البحرى في المنطقة. وأكد المتحدثون باسم وزارتي الخارجية والدفاع الصينيتين أكثر من مرة على أن أنشطة "لياونينغ" هي جزء من برنامج التدريبات الروتينية الخاص بالبحرية، رافضين الافتراضات بأن المناورات التى قامت بها فى الفترة الاخيرة موجهة ضد البعض. كما أكدوا أن التدريبات البحرية الصينية تتوافق مع القانون الدولي والممارسات الدولية، مشيرين إلى أهمية أن تحظى "لياونينغ" بالحق فى حرية الملاحة وأن تحظى الطائرات التي على متنها بالحق في العبور الجوي بموجب القانون الدولي، ومعربين عن أملهم فى أن يتم احترام هذا الحق من جانب الجميع. وكانت "لياونينغ" قد انضمت إلى الأسطول الصيني في عام 2013 بعد أن اشترتها الصين من أوكرانيا فى اواخر التسعينات فى القرن الماضى وقامت بإستكمال بناءها وتحديثها. ويبلغ طولها 306.4 متر وعرضها 74.4 متر وتصل سرعتها القصوى إلى 28 عقدة في الساعة.