عاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، اليوم، من زيارة قصيرة الى بيروت، التقى خلالها كُلا من رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء. وصرح الوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة أن الرئيس اللبناني ميشال عون استقبل أبو الغيط في قصر بعبدا أمس حيث قدم له الأمين العام التهنئة مُجددًا بانتخابه رئيسًا للبلاد، مُعرِبًا عن ثقته في أن يكون ذلك نقطة البداية في تحقيق إنفراجة حقيقية في الأزمة التي شهدتها البلاد لما يقرب من عامين ونصف العام. كما عبر أبو الغيط عن دعم الجامعة الكامل للبنان وتجربته في تحقيق الاستقرار والوئام الوطني والبناء، مُشددًا على ثقته في أن الرئيس عون سوف يعمل على الحفاظ على عروبة لبنان وتعزيز دور بلاده في الإطار العربي. وأضاف عفيفى أن الأمين العام للجامعة قد التقى أيضًا رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري حيث تبادلا وجهات النظر في شأن التطورات الإقليمية وفي الظروف الصعبة التي تواجهها لبنان وبخاصة فيما يتعلق باستضافة أكثر من ميلون لاجئ سوري على أرضها. وأكد الأمين العام للجامعة العربية التقدير الكبير للحكومة والشعب اللبناني على هذا الموقف العروبي الأصيل الذي قامت به لبنان إزاء جارتها سوريا برغم محدودية الإمكانات المادية، كما وجه الشُكر والتقدير لرئيس مجلس النواب على دوره التاريخي المُستمر في حفظ الاستقرار اللبناني. وأوضح عفيفى أن رئيس الوزراء سعد الحريري استقبل أحمد أبو الغيط والوفد المُرافق له ايضا، وأقام مأدبة غداء على شرفه، وقدم الأمين العام للجامعة التهنئة للشيخ سعد الحريري على توليه رئاسة الوزراء، وأعرب عن ثقته الكاملة في قدرته على اجتياز المرحلة الدقيقة الحالية وحتى إقرار قانون الانتخابات الجديد، توطئة لإجراء الانتخابات النيابية. وتبادل أبو الغيط مع الحريري وجهات النظر حول آخر التطورات على الصعيد الإقليمي وكيفية دعم الاصطفاف العربي في هذه المرحلة التي تشهد تكالبًا دوليًا وإقليميًا على المنطقة ومحاولات لتحقيق أجندات خاصة لا تخدم العرب. وقال عفيفي ان أبو الغيط حرص أن تشمل زيارته لبيروت زيارة لإحدى المدارس الحكومية في العاصمة اللبنانية، والتي تعمل في خدمة الأطفال من اللاجئين السوريين. واطلع أبو الغيط على أحوال المدرسة واستمع لشرحٍ مُفصل من المسؤولة عن شؤون اللاجئين السوريين بوزارة التعليم اللبنانية للصعوبات التي يواجهونها في استيعاب الأعداد الضخمة والتي تبلغ نحو ربع مليون تلميذ بالتعليم النظامي اللبناني، ونحو 60 ألفًا بالتعليم غير النظامي، الأمر الذي استدعى العمل بنظام الدوامين في عدد من المدارس. وأضاف المتحدث أن أبو الغيط التقى الأطفال السوريين في مقاعد الدراسة وأعرب عن تقديره الشديد لمستوى الخدمة التعليمية المُقدمة لهم، ووجه نداءً إلى الدول العربية كافة لتقديم دعم مُباشر للحكومة اللبنانية في هذا المجال، مؤكدًا أن أخطر نتائج الحرب الأهلية السورية هي أن تكبر أجيالٌ من الأطفال من دون تعليم أو رعاية مُجتمعية.