قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن السيرة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن الكريم، مشيرًا إلى أنه يوجد قرآنان عند المسلمين يهتدون بهما. وأضاف «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، أن القرآن الأول هو النظري المتمثل في المصحف الشريف، كلام الله -عز وجل-، والقرآن الثاني هو العملي المتمثل في الرسول -صلى الله عليه وسلم-. واستدل على كلامه، بأنه ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت ذلك في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل، «فَقُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَت: أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟ قُلتُ: بَلَى.. قَالَت: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ.. قَالَ: فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ ...» رواه مسلم (746). وفي رواية أخرى: «قُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ! حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَت: يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ؟ قَالَ اللَّهُ: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ» أخرجها أبو يعلى (8/275) بإسناد صحيح. وأكد أن أهمية دراسة السّيِرة النّبويّة تأتي لكونها تمثِّل الصورة المشرقة والنيِّرة لأحكام ومبادئ الإسلام السمحة، وكذلك تمكّنك من التعرف على الجيل الفريد من الصّحابة، حيث كانوا التّطبيق العملي للقرآن الكريم والسُّنَّة النّبويّة المطهّرة. وتابع: تعتبر السِّيرة النّبويّة من أجلِّ العلوم وأفضلها بالنسبة للمسلم؛ فهي تدرس سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجل هو أعظم رجل خلقه الله عزّ وجلّ، فقد وصفه ربّ العزة بقوله: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ». وأشار إلى أنه ليس الغرض من دراسة السِّيرة النّبويّة، مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص والأحداث، وإنّما الغرض منها؛ أن يتصوَّر المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسّدة في هديه صلّى الله عليه وسلّم بعد أن فهمها مبادئ وقواعد وأحكامًا مجردة في الذهن. وألمح إلى أن الإنسان يجد في دراسة سيرته صلّى الله عليه وسلّم ما يُعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوُّق روحه ومقاصده، إذ إن كثيرًا من آيات القرآن إنّما تفسِّرها وتجلّيها الأحداث الّتي مرَّت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومواقفه منها.