محكمة "تل ابيب" تدين "ازاريا" بتهمة القتل غير العمد دعوات للرئيس الإسرائيلي للعفو عن "أزاريا" مطالبات بقتل رئيس الأركان ورئيسة المحكمة "مايا هيلر" "نتنياهو" يتخلى عن الأركان والجهاز القضائي لمناصرة القتلة صحف تل أبيب تصف "نتنياهو" ب"المراوغ" ما إن أدانت المحكمة العسكرية الجندي إليئور أزاريا 20 عاما، قاتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بالخليل، حتى دشن مؤيدون للجندي عدة صفحات على فيسبوك داعين الرئيس رؤوبين ريفلين إلى العفو عنه، ذات الدعوة وجهها العديد من أعضاء الكنيست اليهود والوزراء في الحكومة، كما دعا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو عبر صفحته إلى العفو عن أزاريا. وعقب صدور القرار وما تبعه من تحريض على قضاة المحكمة العسكرية وقادة الجيش، تم تكليف قوة أمنية عسكرية بحماية القضاة بعدما اشتبك عدة مئات من أنصار اليمين المتطرف الداعمين لما قام به الجندي القاتل، حيث اعتقل أفراد الشرطة رجلا في القدس وامرأة في بلدة كريات جات، بعد أن بلغت تدويناتهما على مواقع التواصل الاجتماعي حد التحريض على العنف ضد القضاة. وتسببت هذه القضية في انقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بالموقف من المحكمة العسكرية والجهاز القضائي وقيادة الجيش، فيما يلاحظ الإجماع الداعم للجندي القاتل. وأدان القضاة أزاريا بالقتل غير العمد وقالوا إنه أطلق النار بدافع الانتقام قائلا قبل أن يضغط على الزناد "إنه يستحق القتل"، ويواجه أزاريا عقوبة ربما تصل للسجن 20 عاما رغم أن خبراء قانونيين يتوقعون حكما مخففا ويتوقع أن يصدر الحكم في غضون أسابيع. "نتنياهو" يطالب بالعفو عن قاتل الشهيد الفلسطيني طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالعفو، عن "ازارايا" قاتل الشهيد الفلسطيني مستجيبا للمطالبين بإطلاق سراحه، ومتجاهلا هتافاتهم التي كانت تدعو لقتل رئيس أركان الجيش وتصفية القاضية في المحكمة العسكرية. وبحسب التحليلات الإسرائيلية فإن نتنياهو الذي يسعى إلى شعبية رخيصة تنقلب عليه كل محاولاته، ودليل ذلك ما يتردد في التعقيبات على صفحات التواصل الاجتماعي، رغم أن الشارع الإسرائيلي برمته، في نهاية المطاف، يتجه نحو اليمين بشكل متسارع. وكتب المحلل السياسية في صحيفة "هآرتس"، براك رفيد، أن نتنياهو وفي رده على الصحافية إيلانا ديان التي نشرت تقريرا في برنامج "عوفداه" عما يجري في مكتب رئيس الحكومة، والذى يعتبر الحدث الأهم في إسرائيل في السنة الأخيرة، وهو إدانة الجندي القاتل بجريمة القتل غير المتعمد بدافع الانتقام. صحف تل ابيب تنتقد "نتنياهو" وتصفه ب"المراوغ" ويشير الكاتب إلى أنه مر أكثر من 5 ساعات منذ لحظة إدانة الجندي وحتى نشر بيان رئيس الحكومة، قبل دقائق معدودة من بدء النشرة الإخبارية المركزية في القنوات التليفزيونية وكان بيانه، بحسب رفيد، عبارة عن حلقة أخرى من سلسلة التحلل من أي صفة رسمية أساسية اتبعها نتنياهو منذ بداية القضية، وهي استمرار مباشر لعملية المراوغة التي اتبعها منذ البداية، منذ المكالمة الهاتفية السخيفة التي أجراها مع والد الجندي، والتصريحات للقناة الثانية، قبل عدة شهور والتي وصفت بأنها مثيرة للسخط والغضب، والتي قارن فيها بين والدي الجندي القاتل، وبين ذوي الجنود الذين قتلوا في الحرب. وبحسب رفيد،يقرأ بيان نتنياهو، أنه سيعتقد أن الجندي القاتل هو الضحية في الحادث، وخاصة ضحية للمحكمة، حيث تماثل نتنياهو تماما مع القاتل ومع مؤيديه، ودعا إلى منح الجندي القاتل العفو قبل صدور الحكم عليه، وقبل أن يقرر القضاء ما هو الحكم. دعوات لقتل "رئيس الأركان" و"قاضية" بسبب إدانة "أزاريا" وهنا يلفت الكاتب بوجه خاص، إلى أنه قبل ساعات معدودة من صدور البيان، كان العشرات من مؤيدي الجندي القاتل يدعون لقتل رئيس أركان الجيش جادي آيزنكود وكتب آخرون في شبكات التواصل بأنه يجب تصفية القاضية مايا هيلر التي أدانت أزاريا. في المقابل، فإن رد نتنياهو كان ضعيفا ومتلعثما، فلم يقم بإدانة هذه الأقوال، ولم يعبر عن ثقته بالقضاة، واكتفى بتصريح عام بأنه "يجب على المواطنين التصرف بمسؤولية حيال الجيش وضباطه ورئيس الأركان". ويضيف المحلل السياسي أن بيان نتنياهو يشير إلى أنه "تخلى عن رئيس الأركان، وعن الجهاز القضائي العسكري، وعن أنظمة الجيش وقيمه". وبالنتيجة، بحسب رفيد، وبسبب خوف نتنياهو من التعقيبات والاستطلاعات والهروب باتجاه نفتالي بينيت، فإنه عزز الرواية الكاذبة التي ينشرها مؤيدو الجندي القاتل منذ 10 أشهر. وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعلون" يستقيل بسبب مراوغة "نتنياهو" إلى ذلك، لفت رفيد إلى موقف وزير الأمن السابق، موشية يعلون الذي عزل من منصبه، حيث وفر الغطاء لضباط الجيش ورفض التراجع أمام المتطرفين الذين، بحسبه، "يحاولون تحويل الجيش إلى جيش عصابات". وأشار إلى أن يعلون هاجم نتنياهو، ووزير الأمن الجديد أفيجدور ليبرمان، والوزير نفتالي بينيت، وقال إنهم كذبوا على عائلة أزاريا وعلى الجمهور الإسرائيلي، واستغلوا الحادثة لاحتياجاتهم السياسية وبحسب الكاتب، فإن يعلون في هذه النقطة على حق، حيث أن ليبرمان الذي حضر المحكمة قبل نحو 10 أشهر مؤيدا للجندي القاتل، وليتظاهر ضد ضباط الجيش، وبينيت الذي هرع إلى استوديوهات التليفزيون للدفاع عن أزاريا، بينما خضع نتنياهو للشعبية، غذوا، ثلاثتهم، العنصرية والتحريض والكراهية، ولكن لسوء حظهم، فإن التعقيبات التي تنشر على صفحات الفيسبوك تشير إلى أن ذلك انقلب عليهم.