طهران لم تدخر المال أو الجهد لإنجاح القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز والتي أنهت أعمالها أمس الجمعة، لكن نجاح القمة بات محطماً بعد أن ألقى الرئيس المصري محمد مرسي خطابه الذي أطاح بكل آمال وترتيبات إيران. سرد الكاتب البريطاني "بيتر بوفام" بمقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم السبت استعدادات طهران لمؤتمر عدم الانحياز وتنائجه والمفاجآت التي حدثت أثناء القمة. قال الكاتب إن إيران أنشأت قاعة للمؤتمرات رائعة في مقاطعة مميزة شمالي العاصمة طهران، فضلاً عن رصف جميع الطرق المؤديه لها، وشراء 200 سيارة مرسيدس بنز ليموزين لإحضار وإرجاع وفود الدول المشاركة في القمة. وتابع الكاتب في خضم حديثه عن الاستعدادات الإيرانية لقمة عدم الانحياز، قال إن أيام المؤتمر أُعلنت إجازة رسمية لإعطاء الشرطة الفرصة في كبح جماع أي تظاهرة ضد النظام. ولكن كل شيء تحول للأسوأ بعد وصول الرئيس المصري محمد مرسي، وهي أول زيارة لرئيس مصري لطهران منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وقال الكاتب إن قرار الرئيس مرسي بحضور القمة كان صفعة قوية على وجه واشنطن وسبباً آخر لابتسامة أحمدي نجاد. ولكن الابتسامة تلاشت حينما وقف الرئيس مرسي للتحدث، بعيداً عن مدح الإستراتيجية الإيرانية، الإسلامي المعتدل من القاهرة الذي أظهر عدة مرات دلالات على أنه يتصرف وفقاً لرؤيته الخاصة، ذهب باستقامة إلى تصنيف الحرب الأهلية السورية على أنها حلقة من حلقات الكفاح الشرعي للشعب السوري ملحقاً إياها بثورات شمال أفريقيا – على حد قول الكاتب -. وقال الكاتب البريطاني إن الرئيس المصري محمد مرسي -مثل باقي المصريين - استغل زيارته لإيران للمراوغة، ففي خضم خطابه هاجم إيران عدة مرات دون تسميتها ولكن بالإشارة إلى تصريحات ومواقف إيرانية سابقة. وذكر الكاتب أن إيران كانت تسعى لأن يسود جو من الدبلوماسية والصداقة أثناء المؤتمر خاصة بعد الجولة التي نظمتها للوفود المشاركة في المؤتمر لزيارة مفاعلاتها النووية لإثبات للعالم جميعاً أن موقف الدول الأوروبية وأمريكا من برنامجها النووي نابع من محض افتراءات، ولكن الأمر انقلب رأساً على عقب بعد خطاب الرئيس المصري "المزلزل" وانسحاب الوفد السوري من المؤتمر.