نظم مركز الإعلام برفح التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع إدارة أوقاف رفح ، ومجلس إدارة مسجد حى الصفا بمحافظة شمال سيناء أمسية دينية بمقر مسجد حى الصفا في إطار الإحتفال بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم حاضر فيها الشيخ جمال الشهاوى مدير عام إدارة أوقاف رفح ، والمبتهل الشيخ سعيد ندا مدير معهد رفح الأزهرى الإبتدائى. وحضر الأمسية عدد كبير من رواد مسجد حى الصفا من مختلف الشرائح موظفين ومهنيين وطلبة ودار موضوع الأمسية حول (ميلاد الرسول ميلاد أمه) وقال محمد سلام مدير المركز بأن الهدف من الندوة الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته والعمل بها ، وتجديد حبنا له والتأسى به ، والوقوف على الدروس المستفادة وأخذ العبر والعظات من ذكراه العطر ،وأن نجعل من الأخلاق التي أكرم الله عز وجل بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم منهج دعوتنا إلى الله، وأساسَ حوارنا مع العباد. من ناحيته قال الشيخ جمال الشهاوى مدير عام أوقاف رفح إن ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يعني ميلاد أمة عظيمة ، حملت رسالة هادية إلى البشرية جميعًا، موضحا بأن الإحتفال بذكرى مولد النبى من أفضل الأعمال واعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب له ، ومحبة رسول الله صل الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان ، مشيرا الى أن سلفنا الصالح قد درج منذ القرن الرابع والخامس على الإحتفاء بمولد رسول الله باحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار في الرسول محمد شريطة ألا يتطرق الإحتفال إلى مظاهر مذمومة كالرقص والطبل وغيرها. وأضاف أن هذه الذكرى العظيمة ( ذكرى المولد النبوي )، لتذكرنا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وبرسالته العظيمة رسالة الإسلام، والدولة العليّة التي بناها فطاولت الثريا في علوها ومكانتها ،مؤكدا بأن ذكرى المولد النبوي ليست مجرد مناسبة لمولد (إنسان عظيم) فحسب، بل إنها ذكرى (مولد أمة) فبولادته عليه الصلاة والسلام ولدت أمة العرب من جديد، لتقود العالم وتنشر الفضيلة والعدل والسلام، وتحارب الظلم والطغيان. وتحدث الإمام عن الدروس المستفادة بقوله إن ذكرى المولد النبوي الشريف هي مناسبة وفرصة لكل مؤمن كي يتذكر اصطفاء الله عز وجل للنبي المصطفى من بين كل الخلائق، وإصطفاءه لنا من بين كثير من الخلق لنكون من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن أتباعه، ولا شك أن الفرح بهذا الإنتساب يجب أن يتناسب مع ما يستحقه من محبة واتباع لنهج المصطفى، وإلتزام بهديه، كما يجب أن تكون هذه الذكرى موعظة لكل منا يرى فيها حال المسلمين والعرب اليوم الذين تداعى عليهم الأعداء والكارهون ، ماداموا بعيدين عن منهج الحق الذى جاء به صاحب الذكرى العطرة. وشدد الشيخ على أهمية دور الدعاة والمرشدين والخطباء وأئمة المساجد في الدعوة الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والسير على المنهج الذي أرساه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مؤكداعلى أهمية إيقاظ الهمم وتذكير الأمة بمولد هادي البشرية ومنقذها والاقتداء بسنته والاهتداء بهدية خاصة في ظل ما تشهده الأمة من انقسام وتشرذم كما يجب ان تكون ذكرى لكل مؤمن يتذكر فيها حاله مع الله عز وجل وموقعه عن ما أمره الله عز وجل به كما تناول الإمام بأن الرسول إحتل مكانة عظيمة عند الله دون سائر الأنبياء ، فهو بعث إلى الناس أجمعين ، ليعبدوا الله وحده لا شريك له ، ولم يكتب لأحد من البشر من الأثر والخلود والعظمة ما كتب لصاحب النسب الشريف صلى الله عليه وسلم. وفى ختام كلمته دعا الشيخ إلى تعميق ثقافة المحبة والإخاء ونبذ العنف والتطرف والابتعاد عن ثقافة الكراهية والحقد والاعتصام بحبل الله المتين ، كما دعا إلى حب الله ورسوله والإلتزام بنهجه وشرعه والتوحد تحت كلمته وتحت رايتة ، وطالبت الندوة بضرورة أن يرجع المسلمون للنبع المُحمّدي الصافي ويغادروا كل عوامل التفرق والتشرذم والخلاف التي يُغذيها أعداؤهم، من طائفية وعِرْقية، وعصبيّة جاهلية مقيتة، وليستلهموا من هذه الذكرى العطرة، ومن صاحب الذكرى، المعانى والعبر التي تعينهم على تجاوز محنهم وإخفاقاتهم، ويعودوا إخوانًا متحابين كما أمرهم الله ورسوله هذا وتخلل الأمسية بعض الفقرات الدينية من تلاوة القرآن وفاصل من الإبتهالات.