قال محللون إن لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والمفترض انعقاده اليوم الخميس يأتي في إطار سعي آبي للوقوف على نوايا ترامب ومدى جدية تعهداته بشأن السياسة الخارجية، التي أثارت القلق خلال حملته الانتخابية. وذكر الكاتبان لدى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية موتوكو ريتش وجوناثان سوبل، أن رئيس الحكومة الياباني يريد تحديد مدى جدية ترامب فيما يتعلق بموقفه من اليابان خلال حملته الانتخابية، حيث كان الرئيس الجمهوري قد انتقد طوكيو بسبب قضايا متعلقة بالتجارة، كما هدد بسحب القوات الأمريكية من اليابان في حال لم تدفع الأخيرة المزيد نظير ما رأى أنه حماية عسكرية لها. ورغم تعديل ترامب لخطابه في هذا السياق بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر الماضي، لكن آبي -الذي كان ينتظر فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون- يريد التأكد من نوايا ترامب، كما يريد طمأنته بشأن استعداده وحرصه على العمل معه، بحسب ما أكده الكاتبان في تقريرهما الذي نشرته "نيويورك تايمز" على موقعها الإلكتروني اليوم. ووفقا للتقرير، فإن أكثر ما يقلق آبي قبيل اللقاء، الذي يُعد الأول لترامب مع زعيم أجنبي منذ فوزه بالانتخابات، هو مسألة حماية الولاياتالمتحدة لبلاده، لافتا إلى أن واشنطن تعد الحليف الأبرز بالنسية لطوكيو، كما أنها ملزمة بموجب اتفاقيات دولية بحمايتها، حيث يوجد نحو 50 ألف جندي أمريكي باليابان لردع الصين والتهديدات المتصاعدة من جانب كوريا الشمالية. وأشار التقرير في هذا السياق إلى صعوبة تنفيذ ترامب لتعهده بسحب القوت من اليابان، لأن ذلك سيلقى مقاومة من جانب أعضاء بالكونجرس ومسئولين بوزارة الخارجية، لا سيما وأن التحالف الأمريكي-الياباني قائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، كما أنه يحظى بكثير من الدعم في كلى البلدين، لكن الكاتبين لم يستبعدا بالجملة قدرة ترامب كرئيس للبلاد على تنفيذ ذلك التعهد. كما لم يستعبدا إمكانية أن تدفع الحكومة اليابانية المزيد نظير الحماية العسكرية الأمريكية، مشيرين إلى وجود علامات على استعداد اليابان لدفع أو فعل المزيد، لكن خبراء عدة أكدوا أن القوات الأمريكية ليست موجودة فقط للدفاع عن اليابان وإنما عن المصالح الأمريكية في آسيا أيضا. أما فيما يتعلق بالتجارة، فقد لفت التقرير إلى أن آبي كان واحدا من أكبر المتحمسين لاتفاقية الشراكة عبر الأطلسي- والتي انتقدها ترامب عدة مرات خلال حملته الانتخابية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الياباني قدم تنازلات "مؤلمة سياسيا" فيما يتعلق بالواردات الزراعية من أجل تلك الاتفاقية وتحرير الصادرات الصناعية اليابانية من التعريفات في الأسواق الأمريكية وغيرها. كما بيّن التقرير أن الشراكة التجارية ستعزز من معدل النمو الاقتصادي الياباني، وستسهم في بروز طوكيو كثقل موازن للصين، القوى العظمى الأسرع صعودا في المنطقة، لافتا إلى أن آبي اعترف أن اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي "في وضع صعب جدا" بعد فوز ترامب، لكن الحكومة اليابانية لازالت تخطط لجعل البرلمان يصدّق على انضمام اليابان إليها، في الوقت الذي يحاول فيه آبي إقناع ترامب بها. ويقول الرئيس الأمريكي القادم إنه يبحث عن "اتفاق أفضل" للولايات المتحدة في هذا السياق، لكن ما يعنيه من ذلك يبدو غير واضح إلى الآن.