قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، إن طلاقة الوجه وبشاشته وحسن اللقاء ليس نفاقًا بل إنها من آداب الإسلام لمن تعرف ولمن لا تعرف للصديق ولغير الصديق لمن تهوى ولمن لا تهوى لمن تحبه في الله ولمن تبغضه في الله. واستشهد «عبد الجليل» خلال تقديمه برنامج «المسلمون يتساءلون» بما روي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ»، فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ، قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ: «مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ». يشار إلى أن العلماء ذكورا في شرح الحديث أن هذا الرجل هو عيينة بن حصن الفزاري رئيس قومه لكنه رجل أحمق غليظ الطبع خبيث الطوية قد أسلم هو وقومه متأخرين يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلب الرجل مظلم وأن إيمانه على حرف فيبغضه الله جاء إلى باب بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادى عليه فعرفه صلى الله عليه وسلم وكانت معه عائشة فقال صلى الله عليه وسلم بئس هذا الرجل وبدت على وجهه كراهية لقائه لكنه لما دخل هش له النبي صلى الله عليه وسلم وألان له الكلام فلما خرج. وقد رأت السيدة عائشة -رضي الله عنها- موقفين متناقضين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد خفى عليها أن الإسلام يدعو إلى حسن اللقاء حتى مع الأعداء والمبغضين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عن الرجل بئس الرجل فلما دخل أحسنت إليه قال يا عائشة رضي الله عنها- لست فاحشا ولا متفحشًا وحسن اللقاء مطلوب ولو للشرير اتقاء شره وشر الناس عندالله يوم القيامة من يحذره الناس ويحسنون إليه اتقاء شره وصحت أحاسيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد الرجل في عهد أبي بكر وحاربه وانهزم وجاء أسيرا فأسلم من جديد.