أدان مندوب مصر لدى الأممالمتحدة وبشدة استهداف الحوثيين لمكة المكرمة بصاروخ باليستي، واصفًا هذا الاستهداف بأنه استخفاف لا يمكن السكوت عليه. وقال السفير عمرو أبو العطا في بيان مصر أمام جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة اليوم حول اليمن: "إن مصر لا يمكن أن تقبل تحت أي ذريعة استمرار التعرض لأمن المملكة العربية السعودية عبر إطلاق الصواريخ الباليستية على مراكزها المدنية، وكذا التعرض لأمن حدودها، وأن أمن دول الخليج والأمن العربي بصفة عامة، قضية محورية لأمن مصر القومي". وأضاف: "نُعَبر في هذا الصدد عن إدانتنا الشديدة لاستهداف الحوثيين لمكة المكرمة في سابقة غير مقبوله"، معتبرا ما حدث استخفافًا بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، لا يمكن السكوت عليه. وأكد مندوب مصر مجددا على العناصر التي تعتبرها مصر خطوطًا حمراء فيما يتصل بالشأن اليمني، ولا تقبل بأي حال وتحت أي ظرف من الظروف، المساس بها أو حتى الاقتراب منها، مؤكدا أن مصر تعتبر حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هي الحكومة الشرعية الوحيدة في اليمن، وأن مصر شأنها من شأن باقي أعضاء المجتمع الدولي لا تعترف إلا بهذه الحكومة، ولا يمكن قبول أية كيانات أخرى تريد اغتصاب سلطات هذه الحكومة، سواء سمت نفسها "المجلس الثوري" أو "المجلس السياسي الأعلى"، أو أي مسمى آخر. وأعرب عن دعم مصر لأي شكل من أشكال التسوية، تتوافق عليها الأطراف اليمنية، وتكفل مشاركة شاملة وواسعة لكافة أطياف المجتمع اليمني في الحكم. وشدد على أن بلاده لا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال، أية تهديدات لحرية الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، حيث أن حماية حرية الملاحة في هذا الشريان الحيوي بالنسبة لمصر، وبالنسبة لحركة التجارة والنقل الدوليين، قضية تعتبرها في صميم عقيدة الأمن القومي المصري العربي. وأوضح السفير أبو العطا " أن مصر تؤكد أنه لا بديل عن التسوية السياسية للأزمة اليمنية، وأن المزيد من التأخر في التوصل إلى هذه التسوية لا يعني سوى المزيد من المعاناة الإنسانية، والمزيد من الدمار". وبين أن مصر تحث جميع الأطراف على الاستمرار في الانخراط الجاد في هذه الجهود الهادفة إلى التوصل إلى تسوية في اليمن بناءً على قرارات وبيانات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تنص على ضرورة عودة الشرعية، وانسحاب الحوثيين من المدن وتسليمهم أسلحتهم. وقال إن التوصل إلى وقف للعمليات العدائية، في إطار جهود إرساء التسوية السياسية المنشودة، بات أمرًا مهما للغاية، في ضوء استمرار معاناة أهل اليمن باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، وكذلك في ضوء الحاجة الماسة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة أرجاء اليمن، وهو أيضا ما تعتبره مصر أولوية بالنسبة لها وللمجتمع الدولي. واختتم السفير أبو العطا البيان بالتأكيد على استمرار دعم مصر الكامل لجهود الأممالمتحدة وجهود المبعوث الخاص، الهادفة إلى التوصل إلى تسوية للأوضاع المأساوية في اليمن الشقيق.