تبحث الأمهات دائما عن الطفل المثالي الذي لا يعرف النقاش وتبادل الحديث والموافقة والرفض، فهي تريد هذا الطفل المثالي «حاضر ونعم» فقط، عليه أن يسمع الكلام دائما دون نقاش أو مجادلة، « أنا قولت كذا» هكذا حال الكثير من الأمهات اللاتي لن يشعرن بما يفعلن إلا بعد فوات الأوان، فهي تربي بهذه الطريقة على السلبية واللامبالاة، طفل لا يستطيع التفكير نهائيا، أو معاق ذهنيا، لا يمكنه سوي الموافقة دون تردد فهو تربي على ذلك وأنتي السبب، والأكثر من ذلك أن هذا الطفل ربما يكون معرضا للانحراف وسيطرة أصدقاء السوء عليه، فانت لن تكون معه طوال الوقت في المدرسة لتنصحيه، والأسواء هو ربما تعرضه للتحرش دون أن يقول لا، لأنه لم يتربى على ذلك . عليك أن تغرسي في أبنك حرية التعبير والرأي والاعتماد على النفس وليس قانون «حاضر ونعم» المنزلي، الذي ترغبه العديد من الأمهات فقط في محاولة لراحة البال والسلام، عليك أن تدركي أن التربية مجهود يحتاج إلى الصبر، علمي أبنك أو أبنتك كيف ومتي يقول لا . وعليك أن تدركي أن بتلك الطريقة في الحرية وإخراج رغباته والتعبير عنها ولماذا كان رأيه هكذا، فإنك تعلمي أبنك التدرج في التفكير الصحيح، وعندما يتعرض أبنك لموقف ما فإنه سيتخذ القرار السلم طبقا لرغبته لأنه تربي على ذلك وتعلم أن يرفض أو يقبل . فماذا لو تعرض أبنك مثلا لموقف مع صديق وطلب منه مشاهدة فيديو غير أخلاقي وأخبرك بذلك، عليقي أن تجعليه يفكر، وتطلبي منه أن يضع نفسه مكان صديقه لماذا طلب منه ذلك الطلب، وهل صديقه يخاف الله، فعليك أن تجعليه يفكر في الضرر الذي سيقع عليه إذا فعل ذلك، وأنه سيغضب الله بفعله، وهكذا، ومن هنا تعلمي أبنك طريقة التفكير بشكل سليم وصحيح . عزيزتي الأم أنتي مسئولة أمام الله عن تربية ابنائك، فالله وضع الجنة تحت أقدام الأمهات، أطلبي من أبنك دائما أن يفكر جيدا، ويميز بين الصح والخطأ، وأنه وحده المسئول عن اختياراته . دكتورة إيمان الريس مستشارة تربوية وأسرية ومدربة تنمية بشرية