استنكر الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بعدم فريضة الحجاب على المرأة لعدم وجود أدلة شرعية تؤكد ذلك. وأضاف «عبد الجليل» خلال تقديمه برنامج «المسلمون يتساءلون»، أن تغطية رأس المرأة فريضة وكشفها حرام، مشيرًا إلى أن الدكتور سعد الدين الهلالي قال إن الحديث الوارد في الحجاب ضعيف ولا يستدل به وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ». وكشف عن أن الدكتور الهلالي في إحدى المناظرات مع السلفيين استدل بالحديث السابق الذي ضعفه! على أن النقاب ليس فرضًا، ويجوز للمرأة كشف وجهها ويديها، وأكد أن الحديث ضعيف ولكن يعمل به، متسائلًا فلماذا لا يستدل به الآن؟. وأشار إلى أن مدرسة الدكتور الهلالي لا تصلح في الإعلام، لأنه ينبغي عدم مناقشة الخلافات الفقهية على العامة عبر الفضائيات حتى لا يختلطوا في أمور الدين، مشددًا على أن الأئمة الأربعة على وجوب الحجاب للمرأة. وأكد وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن الحجاب في القرآن الكريم ورد ذكره ست مرات ولا تتكلم عن غطاء الرأس على الإطلاق، الأولى: في سورة الأعراف: «وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ» الآية (46) أي بين أصحاب الجنة وأصحاب النار حاجز، الثانية في سورة الإسراء: الآية (45): «وَإِذَا قَرَأْتَ 0لْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ 0لَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِ0لْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا» أي: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة ساترًا يحجب عقولهم عن فَهْمِ القرآن. وتابع: والثالثة: في سورة مريم : الآية (16): «فَ0تَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا» ومعناه: فجعلت مِن دون أهلها سترًا يسترها عن الناس، والرابعة: سورة الأحزاب: الآية: (53) «وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَٰعًا فَسَْٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ» ومعناه: وإذا سألتم نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فاسألوهن من وراء ستار، والخامسة سورة فصلت: الآية (5): «وَقَالُوا۟ قُلُوبُنَا فِىٓ أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ وَفِىٓ ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنۢ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَ0عْمَلْ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ»، ومعناه: ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك، والسادسة: سورة الشورى: الآية: (51): «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ 0للَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآئِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِۦ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ عَلِىٌّ حَكِيمٌ»، ومعناه: وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيًا يوحيه الله إليه، أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلَّم سبحانه موسى عليه السلام. وألمح إلى أن غطاء الرأس يسمى خمارًا، ويطلق عليه العوام: الحجاب، ولكنه بتعبير القرآن الكريم: خمار، وقد ورد ذكره في سورة النور، الآية (31) «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ» والخمار هو ما يغطي الرأس، وقد كانت النساء قبل نزول هذا الأمر (وبعض البنات يفعلنه الآن) يغطين رؤوسهن ويظهرن الجيب (وهو في الاصطلاح فتحة الجلباب) لقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب» موضحا أن المرأة غير الصابرة تراها عند المصيبة تلطم خدها وتشق جلبابها من أعلى فأمرهن القرآن الكريم أن يغطين صدورهن بخمرهن. واستكمل: ولاحظ تعبير الآية: بخمرهن. بما يدل على أن الخمر وهي غطاء الرأس كانت موجودة، فأمر الله تعالى بستر ما كان مكشوفًا وهو الصدر مما يلي الرقبة. وبيّن أن هناك مصطلحًا ثالثًا: وهو النقاب، ما يغطي الوجه، ويستعمل الحجاب أحيانًا بديلًا عن النقاب، وذهب بعض الفقهاء من قديم إلى أن تغطية الوجه غير واجبة، وأنه أقرب للعادة منه إلى العبادة، وإن كان هناك فريق من العلماء يوجبون تغطية الوجه. وكان الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قد أثار جدلًا فقهيًا، بعد إنكاره فريضة الحجاب للمرأة، مؤكدًا خلال لقائه ببرنامج «كل يوم» أنه يحق لها أن تفسر الآيات المتعلقة بالحجاب حسب ما تراه هي وترتدي ثيابها وزينتها حسب ما يرضيها ويناسبها وإن لم يرض عنها أوصياء الدين حسب تعبيره ولا المجتمع، فلا يليق أن يفسر لها أحد آيات القرآن ويضيق عليها.