قال الدكتور علي جمعه، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه في حال ذهب الحاج إلى عرفة من يوم الثامن من ذي الحجة، خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح. وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: « هل يجوز للحاج أن يتوجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة بدلا من التوجه لمنى؛ وذلك نظرًا للزحام الشديد الذي يحصل عند الصعود إلى عرفات؟»، أن اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية. وأضاف أنه سمي بذلك لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في «منى» ويُرِيحون فيه دوابهم وهَديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة، استعدادًا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق. ونبه «المُفتي الأسبق» إلى أنه يُسَنّ فقط - ولا يجب - للحاج أن يذهب في هذا اليوم -يوم التروية- إلى منى في الضحى، ويُصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا. وتابع: فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشيء الذي لولا العذر لفعله، وإنما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة.