اعتبرت جامعة الدول العربية ان تصريح رئيس مجلس ادارة شركة الكهرباء الاسرائيلية بشان معاناة اسرائيل من التلوث جراء تزويد الجانب الفلسطيني بالكهرباء تصريحا مستفزا غاية الاستفزاز، وهو يحاول تجميل صورة الاحتلال والقفز فوق الحقائق، حيث يتجاهل حقيقية قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ بدء هذا الاحتلال عام 1967 بتدمير واقتلاع اكثر من مليون شجرة من اشجار الشعب الفلسطيني. وأضاف البيان الصادر عن قطاع فلسطين بالجامعة العربية ان رئيس مجلس ادارة شركة الكهرباء الاسرائيلية يفتاح طال صرح في مؤتمر بعنوان "بيئة عابرة للحدود" بان حجم مديونية السلطة الفلسطينية للشركة يصل لنحو 600 مليون شيكل. وأضاف ان السلطة الفلسطينية لا تنتج الكهرباء بل تبتاعها من اسرائيل، لذلك تبقى بعيدا عن مشاكل التلوث البيئي ومصادر هذا التلوث الموجودة في منطقة الساحل الاسرائيلي لذلك فان الكهرباء التي تصل للفلسطينيين تعتبر اكثر نظافة من تلك التي تصل الى تل ابيب. وأوضح البيان ان اسرائيل تقوم بالاضافة الى الممارسات السابقة بتجريف الجزء الاكبر من الغابات الفلسطينية، الامر الذي سبب ضررا بالغا للبيئة الفلسطينية، كما تناسى المسؤول الاسرائيلي ما يضخه نحو 500 الف مستوطن إسرائيلي يعيشون فوق الأراضي الفلسطينية المغتصبة التي احتلتها إسرائيل عام 1967، من مياه عادمة تقدر بنحو 40 مليون متر مكعب سنويا ، تنساب الى سهول ووديان وقرى وابار الشعب الفلسطيني، مدمرة المزروعات والمياه والابار والبيئة الفلسطينية، كما يتناسى قيام إسرائيل ومستوطنوها قهرا وعدوانا بالاستيلاء على نحو 85% من المياه الفلسطينية، والتلويث المستمر للجزء المتبقي ، الامر الذي جعل مؤسسات الاممالمتحدة المختصة تؤكد عدم صلاحية 95% من المياه الفلسطينية في قطاع غزة للاستخدام الآدمي ، هذا إضافة للكم الهائل من النفايات الصلبة والسامة للمؤسسات الصناعية الإسرائيلية التي يتم دفنها في التربة الفلسطينية او تسريبها الى الهواء الفلسطيني، ليواجه ابناء الشعب الفلسطيني تلوثا في المياه والهواء وفي التربة وليعانوا من اعباء الإصابة بأشد الامراض خطرا مثل الفشل الكلوي والسرطان وامراض الدم. كما يتجاهل هذا التصريح، وبشكل واضح، حقيقة المسؤولية الكاملة للاحتلال الاسرائيلي عن عدم تمكين الشعب الفلسطيني من انتاج الكهرباء الخاصة به، الامر الذي يستوجب رحيل الاحتلال، وحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله. وأكدت الجامعة العربية ان المسئولية تفرض على كل من شارك في ذلك المؤتمر واستمع الى هذا الادعاء الإسرائيلي، التحرك لحماية البيئة الفلسطينية من ذلك العدوان الإسرائيلي وكذلك كشف الحقائق ودحض مثل تلك الادعاءات امام كل الأوساط العاملة في هذا المجال، وإبراز حقيقة الدور الإسرائيلي في تدمير البيئة الفلسطينية بل وتدمير الانسان الفلسطيني ومستقبله وحقه في ان يحيا حرا في بيئة امنة.