فى كتابه " العلمانية هي الحل " ، الصادر عن دار العين للنشر، ينصف فاروق القاضى من خلاله المبدأ الصحيح والعقل الراجح ، واقفا على حدود متساوية من الجميع لخلق أطر عادلة للحوار والمنطق ، وكانت " العلمانية " ولا تزال تمثل الكثير من التخوف لدى الكثيرين بالرغم من كثرة التوضيح والبحث حول أصولها وشرعية التفكير بها. ويعد كتاب القاضى واحدا من أهم الكتب التي تناولت " العلمانية " بأبعادها الحقيقية حتى يصل بنا إلى المواطنة الحقة والسلم الاجتماعي ، الكتاب يعرض أساسا لعلاقة النظام السياسي في مجتمع من المجتمعات بظاهرة الدين ، ويشير إلى العصور القديمة ، ليعرج على الأديان السماوية الثلاثة المعروفة ، اليهودية والمسيحية والإسلام ، وانتهى إلى أن الدولة الحديثة تقوم على حقيقة بسيطة هي " المواطنة " : الإنسان المواطن هو هدف النظام السياسي الحديث ، وهو صانعه وصائغه . إن فصل الدين عن الدولة ، العقيدة عن السياسة ، هو فصل بين الثابت والمتغير ، الدين عقية إيمانية بالمطلق ، والسياسة صراع مصالح متعارضة يخضع لتغير الأحوال وتطور الأزمان ، فصل العقيدة عن السياسة حماية للمقدسات من ضراوة الصراعات ، يقول د / يحيى الجمل عن الكتاب في مقدمته : " هذا الكتاب يجمع بين العمق والمتعة ، وقلما تجتمع المتعة مع العمق في عمل واحد ، ذلك أن الأعمال العميقة تكون عادة مرهقة للذهن ، والإرهاق بطبيعته ينفي المتعة ، ولكتن أستطيع أن أقرر وبموضوعية أن هذا العمل الذي كتبه الدصيق القديم فاروق القاضي أحسست وأنا أقرأه بغير قليل من العمق وغير قليل من المتعة في آن واحد " . ويقول أيضا في نهاية المقدمة :"وأحب أن أوضح هنا أن الكتاب ليس موضوعا من أجل "رفض الدين " كتنزيل سماوي وكظاهرة إنسانية بالغة الأهمية ، ولا وضع من أجل الحض على عدم التدين . ليس هذا هو هدف الكاتب ولا غايته ، وإنما هدفه الأساسي هو أن المواطنين ، أيا كانت عقائدهم الدينية ، يتساوون في حق المواطنة ويتساوون في إراداتهم التي تتكون منها إرادة الدولة .