قال الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، إنه نزلت 9 آيات في سورة النساء لتبرئ يهوديًا مظلومًا، وتسميه بريئًا، وتدين مسلمًا ظالمًا، وتعاتب النبى - صلى الله عليه وسلم؛ لهمه أن يصدقهم، مؤكدًا أن فى ذلك دلالة قاطعة على أن الإسلام دينُ إنصاف بالدرجة الأولى. وذكر «فؤاد» خلال لقائه ببرنامج «منهج حياة»، قصة هذه الآيات، بأن رجلًا من المسلمين على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - يقال له: طعمة بن أُبَيْرق، سرق درعًا من جار له يقال له: قتادة بن النعمان؛ وكانت الدرع فى جراب فيه دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق فى الجراب، حتى انتهى إلى الدار، وفيها أثر الدقيق، ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له: زيد بن السمين؛ فالْتُمسَتْ الدرع عند طُعْمَةَ، فلم تُوجَدْ عنده، وأقسم بالله أنه ما أخذها. وأضاف: فقال أصحاب الدرع: بلى، والله قد أَدْلَجَ علينا فأخذها، وطلبنا أثره حتى دخل داره، فرأينا أثر الدقيق: فلما أن حلف تركوه، واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهَوا إلى منزل اليهودي، فأخذوه فقال: دفعها إِلى طُعْمَةُ بن أُبَيْرِق، وشهد له أناس من اليهود على ذلك، فقالت بنو ظفر - وهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلموه فى ذلك، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، وكاد النبى - صلى الله عليه وسلم - يصدق أهل طُعمة بن أُبيرق، ويصدق أن اليهودى هو الذى سرق هذا الدرع، وهمَّ أن يعاقب اليهودى، فإذا بتسع آيات من القرآن الكريم فى سورة النساء {105-113} تُبرِّئ اليهودى من السرقة، وتصف طُعمة المسلم وأقاربه بالخيانة: «إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا».