مرحلة المراهقة هي مرحلة طبيعية يمر بها الإنسان في نموه الجسدي والنفسي والاجتماعي والانفعالي ويُعد عدم التوافق النفسي والذاتي من أهم المشاكل التي يتعرض لها المراهق الذي يؤثر مباشرة على الأنواع الأخرى من التوافق، مثل: التوافق الاجتماعي، والتوافق العضوي، والتوافق التربوي،ويترتب عن ذلك أحاسيس ومشاعر سلبية للمراهق مثل: القلق، والضيق، والارتباك، والحزن، وشدة الانفعال، وعدم الأمان، وغياب الاستقرار، واضطراب علاقاته مع الأفراد، وكثرة المخاوف الذاتية والموضوعية ولاشك بأن هذا الاضطراب يولد الانعزال الوجداني والفقر العاطفي، ويقوي الإحساس بفراغ الحياة، وفقدان التوازن النفسي. وأشارت فاطمة محمود استشاري نفسي وتربوي إلى أن على الوالدين مسؤوليةً تجاه أبنائهم لتحقيق التوافق الذاتي والنفسي؛ حيث يحتاج المراهق إلى معاملة خاصة من حيث التوجيه والإرشاد والمتابعة، لأن هذه الفترة تتميز" بأنها فترة تغير شامل في جميع جوانب النمو ففيها يحدث تغير في أهداف المراهق في مجالات " النضج الانفعالي العام، والاهتمام بالجنس الآخر، والنضج الاجتماعي العام، والنزوع نحو الاستقلال، والنضج العقلي. وهناك بعض النصائح لتحقيق التوافق النفسي لدي ابنك المراهق.... - يجب على الآباء تشجيع ابنك المراهق ماديا ومعنويا علي أن يستخدم وينمي قدراته وإمكانياته بذكاء إلى أقصى حد مستطاع، وأن يحدد اختياراته ويتخذ قراراته بنفسه في بعض شئونه ويحل مشكلاته الذاتية بنفسه. - يجب علي الوالدين تهيئة جو نفسي ملائم لتنشئة المراهق تنشئة سليمة متكاملة لتربيته في أجواء إيجابية أساسها التوافق مع الذات، والأسرة، والمجتمع، والمدرسة؛ مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرد، والخوف، والصراع، والوحدة، والعزلة، والتشاؤم. - يجب علي الوالدين دعم ابنك وتحفيزه على تحمل مسئولية بعض الأمور، فتحمل المسئولية والتجربة يدعمان كثيرا ثقة المراهق بنفسه ويساعده علي تحقيق التوازن الذاتي والنفسي والمجتمعي، ويستطيع التوافق مع نفسه ومجتمعه ومدرسته لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير والإبداع والابتكار. - وأوضحت فاطمه محمود أن دور الوالدين هو التقرب من ابنك المراهق نفسيا واجتماعيا وتربويا، ومساعدته على الاستقلال بشخصيته والاعتماد علي نفسه، في تدبير بعض شؤون حياته، مع تنبيهه إلى أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة فوضى، بل هي التزام ومسؤولية. - وينبغي أيضا للآباء أن يبتعدوا عن سلطة القمع والقهر والعقاب في تربية الأبناء، مع ضرورة استبدال هذه السلطة بالعناية والحنان والعطف والتوجيه البناء والهادف، وتشجيع الحوار الأسري في مناقشة جميع مشاكل الأسرة، ولاسيما مشاكل المراهق ولابد للوالدين كذلك أن يقدموا توجيهات قيمة ومفيدة لأبنائهم المراهقين.