قال الدكتور محمد وهدان، الداعية الإسلامي، إن السيدة فاطمة أم سيدنا علي بن أبي طالب، دعا له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن تسلم من ضمة القبر فاستجاب الله تعالى له، مشيرًا إلى أن اسمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية أول هاشمية تلد هاشمياً. وأضاف «وهدان» خلال لقائه ببرنامج «الدين والحياة»، أنها تزوجت من أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأم أولاده طالب وعقيل وجعفر وعلي وهي أول ثلاث نسوة هاشميات ولدن خلفاء فهي أم الخليفة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ومن بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن عليه السلام ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الأمين. وتابع: هي أم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفالة فلما مات عبد المطلب ما كان يشغله إلا أحب أبنائه إليه محمد صلى الله عليه وسلم فأوصى به من توسم فيه الخير من أبنائه في حسن رعايته لما عرف عن أبي طالب من حب لابن أخيه و لكون امرأته تعتبر عمة هذا اليتيم فكفله أبو طالب وأحبه وأحبته زوجته أكثر من أبنائها وكانت له أماً بعد أمه، واستطرد: لقد أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبناءها واعتبرهم صلى الله عليه وسلم أخوته. إسلامها: واستكمل: لما نزل قول الله تعالى: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه الأقربين للإيمان بالله تعالى وكانت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من المسارعين للإجابة وكانت رضي الله عنها تخفف عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها ونوه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر زيارتها، ويقيل في بيتها، وقد فرحت فاطمة رضي الله عنها بزواج ابنها علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في الدار، وقال علي لأمه: لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وكفتك في الداخل الطحن والعجن؟ فتراضوا على ذلك. وفاتها رضي الله عنها: أكد العالم الأزهري، أنها توفيت رضي الله عنها في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد حزن عليها صلى الله عليه وسلم لوفاتها وكفنها صلى الله عليه وسلم في قميصه وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها -ساعة-، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه وبسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وكان قد جثا في قبرها، ودعا لها بأن يسلمها الله من ضمة القبر فتسجاب له فرح فرحًا شديدًا. وتابع: اقترب منه عمر بن الخطاب وقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! رأيتك تفعل لهذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد من قبل فقال صلى الله عليه وسلم: يا عمر، إن هذه المرأة كانت بمنزلة أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود به. من كراماتها رضي الله عنها: روت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون حديثاً واتفق لها الشيخان على حديث واحد.